Page 361 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 361

‫‪361‬‬  ‫‪ ، 00‬طي!! ا !لإلمحا ا لتا (إبث!‬

   ‫يعلم أن هذ ‪ 0‬السيدة العربية هي نفسها التي أتحفت الشعر العربي بقصائد الرثاء عندما‬
‫مات أخوها (صخر) في جاهليتها‪ ،‬وها هي اللاَن تحمد اللّه على استشهاد أبناءها‬

                                                                                                                                                                  ‫الأربعة!‬

‫الأخوان ‪ :‬القعقاع بن عهسو وعاصم بن عمرو ‪ :‬أحس الفرس باقتراب نهايتهم‪،‬‬
   ‫فحاولوا محاولة أخيرة لتغيير مسار المعركة ‪ ،‬فقاموا بتطوير خطة الهجوم في اليوم الثالث‬

‫من أيام القادسية والذي عُرف ب "يوم عماس"‪ ،‬فقاموا بربط المراكب على الفيلة‪،‬‬

‫ولكنهم هذ ‪ 0‬المرة وضعوا حرس حول الفيلة ‪ ،‬ليحولوا دون قطع المسلمين لأحزمتها‪،‬‬
‫وكان قائد هذه الفيلة فيلٌ أبيض مجنون ‪ ،‬درَّبه الفُرس على الحروب ‪ ،‬فأصبح يفتك في‬

‫المسلمين فتكا‪ ،‬فتقدم الصحابيان الأخوان القعقاع وعاصم ابنا عمرو اكش!بر نحو‬  ‫صفوف‬

‫الفيل الأبيض ‪ ،‬فتوجه أحدهما نحو الميمنة ‪ ،‬وتقدم الاَخر نحو الميسرة ‪ ،‬ليرفع كل منها‬

‫رمحه ‪ ،‬ثم يكبرا في نفس الوقت ‪ ،‬ليفقأ البطل الأسطوري القعقاع العين اليمنى للفيل‬
  ‫الأبيض ‪ ،‬ويفقأ أخوه البطل عاصم عينه الفيل اليسرى ‪ ،‬لتتفجر الدماء شلالأ من رأس‬

‫الفيل الأبيض ‪ ،‬قبل أن يترنح يمينا وشمالأ‪ ،‬ليلحقه القعقاع بضربة من حسامه قطع به‬
‫خرطومه ‪ ،‬ليسقط ذلك الفيل العملاق على الأرض سقطة اهتزت لها أرض اليرموك ‪،‬‬

  ‫لتتخبط بقية الفيلة بعد مقتل كبيرها الفيل الأبيض ‪ ،‬ولتهرب فيلة الفرس من أسود‬
                                                                                                                       ‫المسلمين!‬

 ‫دريد بن كعب النخاعي ‪ :‬كان هذا الرجل شيخ قبيلة "نخاع ‪ ،‬العربية ‪ ،‬فأراد أن ينافس‬
‫القبائل العربية الأخر! ‪ ،‬ولكنه لم ينافسها بقصائد الفخر والرقص الشعبي ‪ ،‬بل نافسها‬

   ‫بمسانقة ((من سيربح الجنة أولأ"‪ ،‬فجمع شباب قبيلته نخاع في عتمة الليل بعد غروب‬
‫شمس اليوم الثالث ‪ ،‬وقال لهم بخفية من أمره ‪" :‬إن المسلمين تهيأوا للمزاحفة ‪ ،‬فاسبقوا‬

  ‫المحسلمين الليلة إلى اللّه والجهاد‪ ،‬فإنه لا يسبق الليلة أحد إلا كان ثوابه على قدر سبقه‪،‬‬

‫نافسوهم بالشهادة ‪ ،‬وطيبوا بالموت نفشا‪ ،‬فإنه أنجى من الموت إن كنتم تريدون الحياة ‪،‬‬
    ‫وإلا فالاَخرة من أردتم لما ولأول مرة في تاريخ المعارك الحربية على الإطلاق ‪ ،‬قامت‬

‫هناك معركة كبيرة في منتصف الليل ! قام بها أسودٌ من شباب قبيلة نخاعة في تلك الليلة‬
 ‫التي سميت في التاريخ ب "ليلة الهرير‪ ،‬لكثرة القتال فيها (الذي علا فيه هرير الأسلحة )‪،‬‬
   356   357   358   359   360   361   362   363   364   365   366