Page 364 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 364

‫‪ ،00‬هل صلظما ‪ 8‬اهة الإسلاكا‬                                                                   ‫‪364‬‬

                       ‫!هو‬       ‫( إِنَّا أَنزَثنَةُ فُرءاناعَرَبِيًّا لَّعَلَّغُ تَغقِلُوتَ‬

          ‫"العرب مادة الإسلام "‬
‫(عمر بن الخطاب )‬

  ‫ما ترددت في شيء في هذا الكتاب منذ بدايته إلى حد الآن بمثل ما ترددت في الكتابة‬
    ‫عن هذا العنصر البشري المتمثل في أحد شعوب أمة الإسلام المتنوعة ‪ ،‬ألا وهو العنصر‬
       ‫الإسلامي العظيم دا العرب لما ! فمن ناحية تاريخية بحتة لا يمكن لباحث تاريخي أن يكتب‬
    ‫كتابًا يضم في صفحاته مائة نموذجٍ إسلامي كان لهم دور رائد في الإسلام ‪ ،‬دون أن يذكر‬
     ‫العرب من بينهم ‪ ،‬فلقد ذكرت في هذا الكتاب عظماء الإسلام العظماء متنقلًا ما بين رجل‬

‫وسيدةٍ ومجموعاتٍ فكرية وقومياتٍ إثنية ‪ ،‬ولقد ذكرت من قبل البربر والكرد والأترالـً‬

    ‫ومؤمني فارس والهنود الحمر كقوميات إثنية ضحت من أجل السلام ‪ ،‬فأصبح لزامًا علي‬
‫ذكر قومية العرب التي كانت أول قومية تومن عن بكرة أبيها برسالة محمد بن عبد الله‬

     ‫الذي هو عربي بالأساس ! ورغم كل هذا‪ ،‬ترددت طويلًا في ذكر القومية العربية بالتحديد‬
      ‫لدرجة دفعتني أن ألغي بالفعل فكرة الكتابة عنهم من الأساس ‪ ،‬قبل أن أرجع عن قراري‬
   ‫بعض مفاوضات طويلة بيني وبين نفسي استغرقت أسابيعًا طويلة ‪ ،‬توصلت من خلالها‬
 ‫إلى ضرورة الكتابة عن العرب ‪ ،‬بل إلى وجوب الكتابة عنهم في هذه الفترة الزمنية‬
    ‫بالذات ‪ ،‬والتي يُهاجم فيها العرب من جميع الاتجاهات ! والحقيقة أن ترددي ذلك لم‬
     ‫يكن نتيجة إغفالي لقيمة العرب القيادية في تاريخ الحضارة الإسلامية العربية ‪ ،‬بل كان‬

                                                                           ‫ذلك التردد يرجع بالأساس إلى عاملين اثنين‪:‬‬
  ‫(أولا)‪ :‬الجذور العربية القبلية لكاتب هذا العمل ‪ ،‬والتي ترجع إلى قبيلة "الأزد‪،‬‬

‫الفكر القومي وكثير من‬                                                                                                   ‫العربية القحطانية!‬
                                 ‫(ثانيًا)‪ :‬الحساسية السياسية المعقدة التي تربط بين أصحاب‬

                                                                                              ‫الجماعات الإسلامية!‬
   359   360   361   362   363   364   365   366   367   368   369