Page 367 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 367
367 ،00فلإو ا !لإد ا لتا (اي!
مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
بن إلياس بن مضر بن نذار ابن معد بن عدنان !
لأناطح به أفق الأرض عاليًا بين شعوب نعم . . . . . . .أفتخر بكل أولئك ،وأرفع رأسي
السماء بانتسابي لهذ 0القومية البطلة ،فليس عيبًا أبدًا أن يفتخر المسلم بقوميته ،فلو كنت
بربريًا لشرفني أن أنتمي لطارق ابن زياد ،ولو كنت تركيًا لافتخرت بمحمد الفاتح وبألب
الدين أرسلان ،أما وقد اكرمني اللّه بانتسابي للقومية التي كان منها محمد بن عبد اللّه
الإسلامية وصحابته الأبطال ،فحيْهَلا بها قومية ! فالخطأ الذي تقع به كثير من الحركات
الحديثة أنها تعتقد أن الإسلام أنهى مفهوم القومية والقبلية ،وهذا غير صحيح على
الإطلاق ،فلقد كان رسول اللّه يقسّم جنود 0على حسب قبائلهم ،فتفتخر كل قبيلة منهم
أن العدو لا يأني المسلمين من خلالها ،ولقد رأينا كيف أن القبائل كانت تحارب في كتل
جتمعة في القادسية ،فالإسلام لم يحارب القومية أو القبلية ،بل قام بتحويلها إلى
الإتجاه الصحيح الذي يخدم الإسلام ،أما من أراد أن يفتخر بقوميته لمجرد إثارة
بينه فإنها منتنة " ! فاللّه ليس اللّه " :دعوها النعرات القبلية ،فإلى أولئك أقول ما قاله رسول
وبين أحد نسب ،فحذاري من العنصرية ،فواللّه إن بلالَ الحبشي لهو خيرٌ عند اللّه من أبي
لهب الهاشمي عم رسول اللّه ،صمان سلمان الفارسي لهو خيرٌ من أبي جهل القرشي خال
عمر بن الخطاب !
فالبرغم من أن الإسلام لاقى كثيرًا من الصد في بداية الدعوة نتيجة لرفض زعماء
العرب التخلي السريع عن موروث الآباء والأجداد ،إلا أنه في نفس الوقت وجد أمامه
أناسًا لديهم قابلية اجتماعية كبيرة لتقبل هذا الدين ،فكثير من الأخلاق التي جاء بها
الإسلام كانت منتشرة أصلًا بين العرب حتى قبل إسلامهم ! ويرجع ذلك إلى تفسيرين
اثنين:
(أولا) تأثر العرب بالدعوة الإبراهيمية التي ظلت بقاياها الاجتماعية بالرغم من
الغالبة التي كان يعيس فيها اندثار بقاياها العقائدية ! (ثانيًا )،البيئة البدوية الصحراوية
العرب ! حيث يرى المورخ الأمازيغي الإسلامي ومؤسس علم الاجتماع (ابن خلدون )
في مقدمته الشهيرة " :أن سكان القفار البدو الذين يقتصرون في غالب أحوالهم على