Page 365 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 365

‫‪365‬‬                          ‫‪ ،00‬لمحلإ ‪! 14‬ب!د التا اببث!‬

‫أما في الأولى فقد خشيت أن أتحيز فيها للعرب من هنظورٍ عنصري بحت‪ ،‬فيختلط‬

‫التي أرجو اللّه أن يرزقنيها‬  ‫بذلك لدي العام بالخاص ‪ ،‬فأخسر في النهاية نعمة الإخلاص‬

‫في هذا الكتاب ‪ .‬أما في الثانية فقد خشيت أن يُفسَّر دفاعي عن العرب على غير محله من‬

‫قبل بعض مفكري الجماعات الإسلامية السياسية ‪ ،‬والذين تصيبهم حالة عصبية عند‬
                                                                                  ‫سماعهم باسم العرب أوالعروبة!‬

‫والحق أقول أن السبب الأول كان أهم عندي ألف مرة من السبب الثاني ‪ ،‬فهجوم‬

‫الجماعات الإسلامية السياسية على الكتاب أوصاحبه هو شيءٌ لا أرجوه ‪ ،‬ولكنني لا‬
     ‫أهتم له كثيرًا ! فلا أنا عضو في جماعةِ إسلامية سياسية أخشى أن أقال فيها من منصبي‪،‬‬

  ‫ولا أنا أفكر أساسَا في الإنضمام في المستقبل القريب أو البعيد لأيٍ من تلك الجماعات‬
‫التي كرَّست حياتها لتولي سدة الحكم في بلدانها‪ ،‬معظمة بذلك من شأن السياسة على‬

    ‫حساب العقيدة ‪ ،‬لدرجة دفعت بعضها إلى التحالف حتى مع إيران التي تطعن بشرف‬
     ‫زوح رسول اللّه وتلعن صحابته ! مبررة تحالفها الإستراتيجي مع الرافضة بتحالف رسول‬
 ‫اللّه بعد الحديبية مع قبيلة "خزاعة لما التي كانت مشركة في وقتها‪ ،‬ناسين بذلك ‪ -‬أو‬
‫متناسين ‪ -‬أن خزاعة لم تكن تسب أصحاب محمدٍ يومًا‪ ،‬ولم تتهم زوجته عائشة يومًا ما‬

‫بالزنى كما تفعل إيران وملاليها ! فإلى أولئك " الإسلاميين السياسيين " أو بالأصح‬

‫"السياسيين الإسلاميين " أقول ‪ :‬اَن الوقت لكي تراجعوا أنفسكم ‪ ،‬فواللّه إن اسلا منكم لا‬

‫يقبل كلمة سوء تمس شرف أمه ‪ ،‬فكيف يقبل على أمه عائشة زوجة رسول أله أن تهان‬

‫بأسفل التهم ‪ ،‬فكيف بكم يوم الحشر أمام رسول اللّه !و وهو يسألكم إن كنتم قد دافعتم‬

‫الدنيا والاَخرة ‪ ،‬فلا كرسيا‬  ‫عن عرضه وشرفه ‪ ،‬فواللّه إنكم بتحالفكم مع إيران ستخسرون‬

     ‫ستنالون ‪ . . . . . .‬إن أنتم لم تذوذوا عن عرضه!‬  ‫‪ ،‬ولا شفاعة من محمد‬  ‫ستأخذون‬

‫أما بالنسبة للسبب الأول ‪ ....‬فقد توصلت بعد أشهر من المفاوضات الشاقة مع‬

‫لْفسي إلى نتيجة واقعية بالنسبة للكتابة عن العرب ‪ ،‬فْأنا فعلًا حين اكتب عن العرب أكتب‬

   ‫مفتخرَا بانتسابي لهم ! بل وأفتخر كثيرا بانتسابي للعروبة كقومية ! ولكنني في نفس الوقت‬

‫لا أفتخر بذلك من هنظورِ قبلي قومي عنصري ضيق‪ ،‬لا يفرق بين أبي لهب العربي وأبي‬

‫بكر العربي ‪ ،‬بل على النقيض تماما‪ ،‬فأنا حين أفتخر بقوميتي العربية فانني أفتخر بانتسابي‬
   360   361   362   363   364   365   366   367   368   369   370