Page 369 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 369

‫‪936‬‬                    ‫نحلإو ا !ب!د التا اين!‬  ‫‪،00‬‬

‫الحاقد أصاب كبد الحقيقة بهذا القول الذي أراد منه ذم الصحابة ‪ ،‬فالصحابة كانوا بدوًا‬
 ‫بالفعل ‪ ،‬والقران الذي نزل على محمد نزل على العرب البدو الذين لم تكن فيهم‬
‫فلسفات الإغريق وخزعبلات الفرس التي كانت ستجعل تقبل القرآن شيئًا مستحيلًا!‬

‫اللّه تعالى إذ يصفهم‪:‬‬  ‫فقد كانوا رحمهم اللّبما يسمعون كلام اللّه ليطمفوه مباشرة ‪ ،‬وضدق‬

‫(قَالو) !غنَا وَأَطَغنَا!‪ ،‬فتخيلوا لو أن رسول اللّه بُعث في الإغريق ‪ ،‬اكانوا سيتركونه وشانه‬

‫من دون مناقشته في شكل اللّه ‪ ،‬وشكل كرسيه ‪ ،‬وهل الموت شيء وجداني أم شيء‬

      ‫فيزيقي ؟ وغير ذلك من الأسئلة التي لا علاقة لها بجوهر الدعوة ‪ :‬التوحيد ! وما تفرقت‬
 ‫الفرق الإسلامية الضالة مثل المعتزلة والشيعة إلا بعد دخول الفلسفة الإغريقية‬
  ‫والفارسية إلى ديار المسلمين ‪ ،‬وتخيلوا أن الرسول بُعث بين اليهود‪ ،‬هل كانوا‬

    ‫سيحترمونه كما احترمه الصحابة العرب ؟ أم أنهم سيفعلون به ما فعلوه بنبيهم موسى من‬

‫قبل؟ كل هذه العوامل وغيرها جعلت من اختيار العرب كقومية حاضنة للدعوة‬

   ‫الإسلامية ليس مجرد خيارٍ منطقيٍ وحمسب‪ ،‬بل خيارًا وحيدًا لا ثاني له ‪ ،‬وقد أثبت هذا‬
       ‫الاختيار الإلهي للعرب من الناحية التاريخية البحتة أنه اختيار لا مثيل له ‪ ،‬ففي غضون‬

  ‫مائة عام فقط نقل بنو يعرب هذا الدين من صحراء الحجاز إلى البحر الأصفركاشرقًا ونهر‬
‫الراين على حدود بارشى غربًا‪ ،‬ومن جبال القوقاز شمالًا‪ ،‬إلى أدغال أفريقيا جنوبًا‪،‬‬

                                                                       ‫فأثبت العرب بحق أنهم خير سفراء لهذا الدين‪.‬‬
    ‫فاللّه الثه في أصل نبيكم ‪ ،‬واللّه اللّه في العرب ‪ ،‬فالعرب الاَن يهاجمون من جميع‬
‫الإتجاهات ‪ ،‬فالفرس الشيعة يؤمنون أن مهديهم سيبيد العرب عن بكرة أبيهم (عندما‬

    ‫يعجل اللّه فرجه ) ! واليهود كتبوا في تلمودهم أن اللّه ندم على أربع أشياء‪ ،‬من بينها خلقه‬
‫للشر وخلقه للإسماعليين الذين هم العرب ‪ ،‬والسينما الأمريكية ما تفتا تصور العربي في‬

‫العرب من الشيعة‬        ‫أفلامها بأنه إرهابي ‪ . . .‬أو مدمن جنس ‪ . . .‬أوعاقر خمر! والمخرجون‬

‫يصورون بطلًا عربيًا مثل (الزير سالم ) بأنه رجل جبان يسلم بناته للأعداء كي ينجو هو‬

‫بنفسه ‪ ،‬والرافضة يسمون العرب أسماءً مثل " العربان " و" الأعراب " و"البدو" و"راعة‬

‫الإبل والبعير" ‪ ،‬ونسي أولئك " العلوج " أن هؤلاء البدو هم الذين أبادوا إمبراطوريتهم‪،‬‬

‫وأن تلك الإبل هي نفسها التي انتصر بها أولئك البدو على فيلتهم ‪ ،‬فيا شباب الإسلام ‪. . . .‬‬
   364   365   366   367   368   369   370   371   372   373   374