Page 368 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 368

‫‪ ،00‬هل لمحظدا ‪ 4‬اهة الإسلا!‬                                                                                                                                                                                                                                          ‫‪368‬‬

‫وأخلاقهم‬  ‫الألبان ‪ ،‬ويفتقرون إلى الحبوب والأدم ‪ ،‬هم أحسن حالًا في جسومهم‬‫‪2‬‬

 ‫وأذهانهم من أهل التلول الحضر المنغمسين في العيس الرغيد!" وشششهد ابن خلدون‬
‫للدلالة على صحة رأيه بمقارنة البدو من عرب وبربر في مناطق شمال أفريقيا بغيرهم من‬

‫الحضر‪ ،‬بل يتجاوز ذلك إلى مقارنة غير الإنسان من حيوانات في القفار بنظائرها في‬
  ‫الأمصار‪ ،‬فيجدها متفوقة في الأولى على الأخيرة ‪ ،‬كما فو حال المها مع البقرة ‪ ،‬والحمار‬

                                                               ‫الوحشي مع الحمار الأهلي ‪ ،‬والغزلان مع الماعز!‬
‫لذلك لم تكن المرأة العربية الحرة قبل الإسلام تزني كنساء فارس مثلًا‪ ،‬ولم يكن‬

  ‫العرب يكذبون أصلًا كما رأينا في قصة الصحابي الجليل أبي سفيان مع هرقل ‪ ،‬ولم يكن‬
‫العربي يجبن أمام العدو أو يُربط بالسلاسل حذر الهرب ! بل إن قريشًا قامت بعقد‬
‫"حلف الفضول " الذي مدحه الرسول بعد الإسلام ‪ ،‬فتصوير العرب في الجاهلية بأنهم‬

   ‫أناسٌ حمقى متخلفون ماهو إلا شي !د عارٍ تمامًا من المصداقية التاريخية ‪ ،‬بل إن في ذلك‬
‫طعنٌ في أصل رسول اللّه ‪ ،‬فالرسول قالها علانية ‪" :‬ما بُعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق "‬

‫ولم يقل لكي أصنع أخلاقًا جديدة ! فمكارم الأخلاق كانت موجودة بالفعل عند العرب ‪،‬‬
    ‫ولكنها كانت تحتاج إلى توجيه ‪ ،‬فبدلًا من الموت في سبيل القبيلة ‪ ،‬أصبح هنالـمفهوم‬
     ‫جديد اسمه " الموت في سبيل اللّه"‪ ،‬وبدلًا من الكرم الحاتمي ‪ ،‬أصبح هنالـمفهوم‬

 ‫" الزكاة "‪ ،‬والإيمان باللّه كان موجودًا أضلًا بين القبائل العربية ‪ ،‬ولكنه كان يحتاح إلى‬
‫تصحيحه نحو التوحيد! فتخيل معي لو أن محمدًا قد بُعث بين الفرس الذين يومنون بأن‬

‫النار هي اللّه ‪ ،‬وبأن الرجل يحق له التمتع جنسيًا بأمه ‪ ،‬فهل كانت مهمته ستكون أسهل أم‬

‫" في سفر " التكوين " بشارة من‬  ‫عند النصارى في الكتاب المقدس‬                                                                                                                                                                                                ‫أعقد؟ ولقد وجدت‬
                                                                                                                                                                                                                                                       ‫دا‬

‫اللّه لنبيه (إبراهيم) يبشره بامة عظيمة من نسل (هاجر)‪. .21 : 12( :‬وابن الجارية أيضًا‬

                                  ‫سأجعله أمة عظيمة )!‬

‫ما يعتقده البعض ‪ . . .‬فإن كثيرًا من الصحابة العرب كانوا يقرأون‬                                                                                                                                                                                             ‫وعلى عكس‬

‫عالمًا‬  ‫ويكتبون ‪ ،‬ولكن ا!هنا منهم لم يكن فيلسوفًا (ودلّه الحمد !)‪ ،‬والطريف أنني سمعت‬

‫شيعيًا يذم العرب لأنهم كانوا بدوًا مفتقدين للتفسيرات الفلسفية ‪ ،‬لذلك لم يفهموا القرآن‬

‫كما فهمه الفرس أصحاب الفلسفة الزرادشتية ‪ ،‬والحقيقة أن ذلك الشيعي الفارسي‬
   363   364   365   366   367   368   369   370   371   372   373