Page 358 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 358

‫‪ ،00‬هل !لظما ‪ 4‬اهة الاسلاأ‬                                            ‫‪358‬‬

   ‫استخفاف ‪ :‬نعم ‪ ،‬أعطيك ‪ ،‬كم تحب ‪ :‬يومًا أو يومين ؟ فأحس فائد الجيس الإمبراطوري‬
‫الفارسي رستم بأنه صار هُزْأ بين فرسان العرب وهو الذي يقدسه كل أهل فارس ‪ ،‬لكنه‬

‫تحامل على نفسه وقال مستعطفا ربعي بن عامر‪ :‬أعطني أكثر! فقال ربعي ‪ :‬إن رسول اللّه‬
      ‫!و سن لنا أن لا نمكن اذاننا من الأعداء‪ ،‬وألا نؤخرهم عند اللقاء أكثر من ثلاث ! حذيفة‬

  ‫ابن محصن ‪ :‬في اليوم التالي بعث رستم برسالة إلى المسلمين يطلب فيها مقابلة ربعي من‬
‫جديد‪ ،‬فأرسل المسلمون له رجلأ ثالثًا‪ ،‬وكأنهم يتبارون أيهم يهين الفرس أكثر من غيره !‬

 ‫فدخل عليه حذيفة ابن محصن وهو راكب فرسه (دلالة على شدة الاستهانة بهم)‪ ،‬ودخل‬
‫حذيفة بجواده يمشي به على البُسط ‪ ،‬وظل راكبًا حتى وضل إلى رستم بجواده ! ! ! ولنا أن‬

‫نتخيل هذا الموقف ‪ :‬حذيفة فوق حصانه يكلمه ‪ ،‬فقال له رستم ‪ :‬انزل يا عربي ‪ .‬فقال له‬

‫! فقبل‬  ‫ذلك العربي ‪ :‬لا أنزل ؟ أنتم دعوتموني ‪ ،‬فإن أردتم أن آتيكم كما احِبُّ ‪ ،‬وإ لا رجعت‬

‫مَنَّ علينا بدينه‪،‬‬  ‫ثم قال له ‪ :‬ما جاء بكم؟ فقال له ‪ :‬إن اللّه عزوجل‬  ‫رستم على مضض‬

‫وأرانا آياته فعرفناه ‪ ،‬وكنَّا له منكرين ‪ ،‬ثم أمرنا بدعاء الناس إلى ثلاث فايها أجابوا قبلناه ‪:‬‬

  ‫الإسلام وننصرف عنكم ‪ ،‬أو الجزاء (أ! الجزية )‪ ،‬أو المنابذة ‪ .‬فقال له رستم ‪ :‬هل من‬
 ‫الممكن أن تعطينا فرصة ؟ فقال له حذيفة ‪ :‬نَعَمْ ‪ ،‬ثلاثة أيام ‪ .‬فقال ‪ :‬إذن تقاتلونا في اليوم‬
‫الرابع ‪ .‬فقال الأسد العربي بكل عزة وثقة ‪ :‬ثلاثة أيام ليس من أليوم بل من أمس ! ! !‬
‫المغيرة بن شعبة ‪ :‬في اليوم الثالث طلب رستم التفاوض من جديد‪ ،‬فجاء الدور عَلى‬
  ‫صاحب رسول اللّه المغيرة بن شعبة الثقفي لكي يهين الفرس قليلًا بطريقته الخاصة‪.‬‬

   ‫وعلى الرغم من أن المغيرة يتقن الفارسية ‪ ،‬إلا أنه لم يتكلم معهم إلا بالعربية ‪ ،‬من شدة‬
  ‫عزته بلغة محمد!ي! ‪ ،‬فدخل عليه المغيرة بن شعبة وقد ترك حصانه بالخارج ؟ ففرح‬

   ‫رستم وظن أنه سيحترمه هذه المرة ولن يكون كسابقيه من الرسل ‪ ،‬فظل المغيرة يمشي‬
‫حتى وصل إلى رستم ‪ ،‬فجلس بجانبه على السرير المُذهَّب ‪ ،‬فصرخ الفرس في وجهه إ‪ ،‬ذ‬

    ‫أن الفُرْسُ جميعهم يقفون بعيدًا جدًّا عن رستم ‪ ،‬حتى لا يلوثوا الهواء من حوله ! فقامت‬

‫الحاشية بسرعة لكي تجذبه من مكانه ‪ ،‬فقال لهم المغيرة ‪ :‬داواللّهِ جلوسي جنب أميركم لم‬
 ‫يزدني شرفًا ! ولم ينقصه شيئا‪ ،‬واللّه يا أهل فارس إنَّا كانت تبلغنا عنكم الأحلام (أي‬
 ‫نسمع عنكم أنكم عقلاء)‪ ،‬ولكني أراكم أسفهَ قوم ‪ ،‬واللّهِ الاَن أدركتُ أن أمركم‬
   353   354   355   356   357   358   359   360   361   362   363