Page 356 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 356
،00هل طظما 8اهة الاللللا! 356
والاَن جاء الوقت لنبدأ حكاية الصراع الإسلامي الفارسي:
البداية كانت بعد "صلح الحديبية لما مباشرة ،في شهر شوال من العام السادس للهجرة
(مارس 628م ) ،والبداية لم تكن عسكرية كما يظنها البعض ،بل البداية كانت برسالة
رقيقة من رسول اللّه !ي! إلى كسرى (خُسرو الثاني ) يدعوه بها للإسلام ،فقام كسرى
بتمزيق رسالة رسول العالمين ،ومحاولة قتل حامل الرسالة الصحابي الجليل (عبد اللّه
بن حذافة ) الذي نجح بالهرب من غدر كسرى ،ولما علم رسول اللّه بفعلته دعا عليه
وقال "مزّق اللّه ملكه مثلى ما مزّق الكتاب " وفعلًا ما هي إلا أيام حتى قتله ابنه
(شيركويه) ،وماهي إلا سنوات حتى مزق اللّه إمبراطوريته على يد أسود القادسية.
الغريب أنني وجدت شيئًا مثيرًا للعجب عبر قراءني لتفاصيل الصراع الإسلامي
الفارسي ،ألا وهو أن الفرس كانوا دائمًا هم الذين يتحرشون بالمسلمين عبر جميع
أيضًا أنهم كانوا دائمًا ينهزمون من المسلمين في كل حِقب مراحل التاريخ ،والمضحك
التاريخ ! فلقد تحرش كسرى برسول اللّه شخصيًا حين أرسل إليه عامله في اليمن لكي
يعتقله ويربطه بالسلاسل ! وتحرش الفرس بعد ذلك بالمسلمين في عهد الفاروق لدرجة
الفاروق يقول " :ليت بيننا وبين فارس جبل من نار ،لا يأتون إلينا ولا نأني إليهم إ" جعلت
فالمسلمون لم يطلبوا الاحتكالـبالفرس أبدًا ،بل على العكس ،هم الذين جهزوا جيس
الإمبراطورية الفارسية للتوجه للمدينة لإنهاء الإسلام بالكلية ،ما اضطر المسلمين
لمحاربتهم في القادسية وسحقهم ،والشيء الغريب أن الفرس لم يتعلموا من هزائمهم
شيئًا على ما يبدو ،فمنذ أن رجع (الخميني ) إلى إيران عام ( 9791على ظهر طائرة
عسكرية فرنسية !) والفرس لا يفتأون يتحرشون بالمسلمين ومشاعرهم ،فتارة يلعنون
نبينا ،ونارة أخرى يسبون نساء نبينا ،وتارة يثيرون الفتن ،وتارة يحتلون جزر أضحاب
الإمارات العربية ،وتارة يغدرون بالعراق ،فيا أهل فارس كُفوا عنا شركم ،وتعلموا من
التاريخ ! فلقد بلغ السيل الزبى ،ولكم في القادسية عبرة يا ال فارس ،ولكم في أسود
القادسية اثنان وثلاثون ألف عبرة !