Page 351 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 351

‫‪351‬‬                                                                    ‫لمحي!أ ا !ب!د القا اد ‪3‬‬                              ‫‪،00‬‬

‫ليلقي عليها نظرة الوداع الأخيرة ‪ ،‬مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرة الموت ‪،‬‬

‫فذهب سعد ورأى مشهد أمه وهي تموت ببطء‪ ،‬وانتظر الناس أن يستجيب لأمرها‬

                                              ‫لعلمهم بحبه العظيم لأمه ‪ ،‬فنظر سعدٌ إليها وهي تأن وقال لها‪:‬‬

‫ديني هذا لشيء‪،‬‬        ‫نفسًا نف!ا ما تركت‬  ‫فخرجت‬             ‫لاث مائة نفس‪،‬‬  ‫"واللّه يا أهه ‪ . . . . .‬لو كانت‬

                                                                           ‫فكاي ان شئنف أو لا تأكلي إ"‬

‫فلمّا رأت أمه هذا الإيمان العميق من ولدها عدلت عن صومها‪ ،‬فنزل الملك جبريل‬

‫بوحي من السماء إلى الأرض بكلماقي قالها الرب الذي خلق الكون يخلّد لسعدٍ هذه‬

                                                            ‫القصة في قرآن ستتلى اياته إلى يوم القيامة‪:‬‬

‫!كَكً أَن تثرِكَ بِى مَا ليَس لَكَ بِهِء عِقم فَلَا تُطِغهُمَا وَصَحاحِسهُمَا فِى اَلذُيْخَا مَغرُوفا‬  ‫!يو وَإِن جَهَدَاكَ‬

     ‫الاتمان ‪. 115 :‬‬  ‫بِمَاكُتُص تَعْمَلُونَ !!‬             ‫وَاَتبِغ سَبِيلَ أَناَبَمَن إِلمَة ثُو إِكً مَرجعُكُتم فاُنتئُم‬

‫اللّه ولم‬  ‫ومن مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب ‪ ،‬ففي ليلة من الليالي ‪ ،‬أرِق رسول‬

‫يستطع النوم ‪ ،‬خوفا من غدر المشركين به وهو نائم ‪ ،‬فيضيع بذلك الإسلام قبل أن يوضل‬

‫اللّه ع!ي! لعائشة ‪" :‬لَيْتَ رَجُلأ صَالِخا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُني‬      ‫رسالته للبشر‪ ،‬فقال رسول‬

‫اللَّيْلَةَ " فما إن فرغ رسول اللّه من قولته تلك حتى سمع الرسول وزوجه الطاهرة صوت‬

‫خطوات تقترب من البيت في الخارح ويقترب معها صوت السلاح ‪ ،‬فنادى رسول اللّه‬

‫‪" :‬أنا يَا رَسُوْلَ اللّهِ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَاصٍ " فقال‬  ‫من الخارح‬      ‫قائلًا‪" :‬مَنْ هَذَا؟" ‪ .‬فجاء الصوت‬

‫له الرسول ‪" :‬ما الذي جاء بك؟" فقال سعد‪" :‬وقع في نفسي خوفٌ على رسول اللّه فجِئْتُ‬

‫الوفي ‪ ،‬فَنَامَ بأبي هو وأمي مطمئنًا حتى‬                    ‫احْرُسُه الليلة !" ففرح رسول اللّه بهذا الصاحب‬

                                                                           ‫سَمِعْت عائشة غَطِيْطَهُ!‬

‫والآن وبعد أن رأينا كيفية تكون شخصية هذا القائد الإسلامي العظيم ‪ ،‬جاء الوقت‬

                      ‫‪........‬‬                   ‫الحية‬      ‫الأسطورية‬      ‫معًا بعضًا من بطولاته‬                            ‫لنستعرض‬

‫ففي بدرٍ ‪ :‬كان سعد بن أبي وقاص أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله في تاريني أمة‬
 ‫محمد‪ ،‬وقد كان رسول الله يقول لسعد‪" :‬اللهم أجب دعوته وسدد رميته " فكان إذا دعا‬
 ‫أتت الإجابة من السماء كفلق الصبح ‪ ،‬وكان إذا رمى لا تخطئ رميته البتة ‪ ،‬حتى قال‬
‫أحدهم ‪" :‬إني لأظن سعدا لو رمى في المشرق يريد المغرب لأوقعها الله في المغرب ! "‬
   346   347   348   349   350   351   352   353   354   355   356