Page 222 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 222

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

   ‫كان سابع سبعة سبقوا الى الاسلام‪ ،‬وبيطوا أيمانھم الى يمين الرسول صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،‬مبايعين‬
                                          ‫ومتح ّدين قريش بكل ما معھا من بأس وقدرة على الانتقام‪..‬‬

 ‫وفي الأيام الأولى للدعوة‪.‬ز أيام العسرة والھول‪ ،‬صمد عتبة بن غزوان‪ ،‬مع اخوانه ذلك الصمود الجليل‬
                          ‫الذي صار فيما بعد زادا للضمير الانساني يتغذى به وينمو على مر الأزمان‪..‬‬

     ‫ولما أمر رسول ﷲ عليه الصلاة والسلام أصحابه بالھجرة الى الحبشة‪ ،‬خرج عتبة مع المھاجرين‪..‬‬
 ‫بيد أن شوقه الى النبي صلى ﷲ عليه وسلم لم يدعه يستقر ھناك‪ ،‬فسرعان ما طوى الب ّر والبحر عائدا‬
‫الى مكة‪ ،‬حيث لبث فيھا بجوار الرسول حتى جاء ميقات الھجرة الى المدينة‪ ،‬فھاجر عتبة مع المسلمين‪..‬‬
‫ومنذ بدأت قريش تحرشاتھا فحروبھا‪ ،‬وعتبة حامل رماحه ونباله‪ ،‬يرمي بھا في أستاذية خارقة‪ ،‬ويسھم‬

                                        ‫مع اخوانه المؤمنين في ھدم العالم القديم بكل أوثانه وبھتانه‪..‬‬
 ‫ولم يضع سلاحه يوم رحل عنھم الرسول الكريم الى الرفيق الأعلى‪ ،‬بل ظل يضرب في الأرض‪ ،‬وكان له‬

                                                                    ‫مع جيوش الفرس جھاد عظيم‪..‬‬

                                               ‫**‬

  ‫أرسله أمير المؤمنين عمر الى الأبلّة ليفتحھا‪ ،‬وليطھر أرضھا من الفرس الذين كانوا يتخذونھا نقطة‬
      ‫وثوب خطرة على قوات الاسلام الزاحفة عبر بلاد الامبراطورية الفارسية‪ ،‬تستخلص منھا بلاد ﷲ‬
                                                                                          ‫وعباده‪..‬‬
                                                                  ‫وقال له عمر وھو يو ّدعه وجيشه‪:‬‬
                             ‫" انطلق أنت ومن معك‪ ،‬حتى تأتوا أقصى بلاد العرب‪ ،‬وأدنى بلاد العجم‪..‬‬
                                                                         ‫وسر على بركة ﷲ ويمنه‪..‬‬
                                                                            ‫وادع الى ﷲ من أجابك‪.‬‬
                                                                               ‫ومن أبى‪ ،‬فالجزية‪..‬‬
                                                                       ‫والا فالسيف في غير ھوادة‪..‬‬
                                                                       ‫كابد العدو‪ ،‬واتق ﷲ ربك"‪..‬‬

                                               ‫**‬

                                  ‫ومضى عتبة على رأس جيشه الذي لم يكن كبيرا‪ ،‬حتى قدم الأبلّة‪..‬‬
                                                ‫وكان الفرس يحشدون بھا جيشا من أقوى جيوشھم‪..‬‬

       ‫ونظم عتبة قواته‪ ،‬ووقف في مقدمتھا‪ ،‬حاملا رمحه بيده التي لم يعرف الناس لھا زلة منذ عرفت‬
                                                                                         ‫الرمي‪!!..‬‬

                                                                                  ‫وصاح في جنده‪:‬‬
                                                                         ‫" ﷲ أكبر‪ ،‬صدق وعده"‪..‬‬
  ‫وكأنه كان يقرأ غيبا قريبا‪ ،‬فما ھي الا جولات ميمونة استسلمت بعدھا الأبلّة وطھرت أرضھا من جنود‬
                   ‫الفرس‪ ،‬وتحرر أھلھا من طغيان طالما أصلاھم سعيرا‪ ..‬وصدق ﷲ العظيم وعده‪!!..‬‬

                                                               ‫‪222‬‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227