Page 217 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 217

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                                     ‫وھكذا دعي‪ :‬أبا ھريرة رضي ﷲ عنه وأرضاه‪..‬‬

                                         ‫البراء بن مالك‬
                                           ‫ﷲ‪ ،‬والجنة‬

     ‫ھو ثاني أخوين عاشا في ﷲ‪ ،‬وأعطيا رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم عھدا نكا وأزھر مع الأيام‪..‬‬
                                           ‫أما أولھما فھو أنس بن مالك خادم رسول ﷲ عليه السلام‪.‬‬

                                   ‫أخذته أمه أم سليم الى الرسول وعمره يوم ذاك عشر سنين وقالت‪:‬‬
                                                                                   ‫"يا رسول ﷲ‪..‬‬

                                                            ‫ھذا أنس غلامك يخدمك‪ ،‬فادع ﷲ له"‪..‬‬
               ‫فقبّله رسول ﷲ بين عينيه ودعا له دعوة ظلت تحدو عمره الطويل نحو الخير والبركة‪..‬‬

                                                                              ‫دعا له لرسول فقال‪:‬‬
                                               ‫" اللھم أكثر ماله‪ ،‬وولده‪ ،‬وبارك له‪ ،‬وأدخله الجنة"‪..‬‬
‫فعاش تسعا وتسعين سنة‪ ،‬ورزق من البنين والحفدة كثيرين‪ ،‬كما أعطاه ﷲ فيما أعطاه من رزق‪ ،‬بستانا‬

                                                 ‫رحبا ممرعا‪ ،‬كان يحمل الفاكھة في العام مرتين‪!!..‬‬

                                               ‫**‬

                                                              ‫وثاني الأخوين‪ ،‬ھو البراء بن مالك‪..‬‬
                                                            ‫عاش حياته العظيمة المقدامة‪ ،‬وشعاره‪:‬‬

                                                                                 ‫" ﷲ‪ ،‬والجنة"‪..‬‬
                               ‫ومن كان يراه‪ ،‬وھو يقاتل في سبيل ﷲ‪ ،‬كان يرى عجبا يفوق العجب‪..‬‬
  ‫فلم يكن البراء حين يجاھد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر‪ ،‬وان يكن النصر آنئذ أج ّل غاية‪..‬‬

                                                                      ‫انما كان يبحث عن الشھادة‪..‬‬
  ‫كانت كل أمانيه‪ ،‬أن يموت شھيدا‪ ،‬ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق‪..‬‬

                                                       ‫من أجل ھذا‪ ،‬لم يتخلف عن مشھد ولا غزوة‪..‬‬
                                              ‫وذات يوم ذھب اخوانه يعودونه‪ ،‬فقرأ وجوھھم ثم قال‪:‬‬

                                                            ‫" لعلكم ترھبون أن أموت على فراشي‪..‬‬
                                                             ‫لا وﷲ‪ ،‬لن يحرمني ربي الشھادة"‪!!..‬‬
        ‫ولقد ص ّدق ﷲ ظنه فيه‪ ،‬فلم يمت البراء على فراشه‪ ،‬بل مات شھيدا في معركة من أروع معارك‬

                                                                                       ‫الاسلام‪!!..‬‬

                                               ‫**‬

                                                              ‫‪217‬‬
   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222