Page 221 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 221

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                        ‫كان الاخوان العظيمان بين الحنود المؤمنين‪ ..‬أنس بن مالك‪ ،‬والبراء بن مالك‪..‬‬
                                ‫وبدأت الحرب بالمبارزة‪ ،‬فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس‪..‬‬

                      ‫ثم التحمت الجيوش‪ ،‬وراح القتلى يتساقطون من الفرقين كليھما في كثرة كاثرة‪..‬‬
                                      ‫واقترب بعض الصحابة من البراء‪ ،‬والقتال دائر‪ ،‬ونادوه قائلين‪:‬‬

‫" أتذكر يا براء قول الرسول عنك‪ :‬ر ّب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له‪ ،‬لو أقسم على ﷲ لأب ّره‪ ،‬منھم‬
                                                                                 ‫البراء بن مالك‪..‬؟‬

                                                       ‫يا براء أقسم على ربك‪ ،‬ليھزمھم وينصرنا"‪..‬‬
                                                      ‫ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا‪:‬‬

                                                                           ‫" اللھم امنحنا أكنافھم‪..‬‬
                                                                                    ‫اللھم اھزمھم‪..‬‬

                                                                                  ‫وانصرنا عليھم‪..‬‬
                                                                            ‫وألحقني اليوم بنبيّك"‪..‬‬
                     ‫ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريب امنه‪ ..‬نظرة طويلة‪ ،‬كأنه يو ّدعه‪..‬‬
                                           ‫وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواھم‪..‬‬

                                                                              ‫ونصروا نصرا مبينا‪.‬‬

                                               ‫**‬

 ‫ووسط شھداء المعركة‪ ،‬كان ھناك البراء تعلو وجھه ابتسامة ھانئة كضوء الفجر‪ ..‬وتقبض يمناه على‬
                                                             ‫حثيّة من تراب مض ّمخة بدمه الطھور‪..‬‬
                                                                             ‫لقد بلغ المسافر داره‪..‬‬

                                         ‫وأنھى مع اخوانه الشھداء رحلة عمر جليل وعظيم‪ ،‬ونودوا‪:‬‬
                                                    ‫) أن تلكم الجنة‪ ،‬أورثتموھا بما كنتم تعملون(‪....‬‬

                                         ‫عتبة بن غزوان‬
                                   ‫غدا ترون الأمراء من بعدي‬

                            ‫من بين المسلمين السابقين‪ ،‬والمھاجرين الأولين الى الحبشة‪ ،‬فالمدينة‪..‬‬
  ‫ومن بين الرماة الأفذاذ الذين أبلوا في سبيل ﷲ بلاء حسنا‪ ،‬ھذا الرجل الفارع الطول‪ ،‬المشرق الوجه‪،‬‬

                                                                   ‫المخبت القلب عتبة بن غزوان‪...‬‬

                                               ‫**‬

                                                               ‫‪221‬‬
   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226