Page 224 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 224

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                      ‫وبما زھدت وعفت‪..‬‬
              ‫وبما أتم ﷲ عليھا من نعمة‪..‬‬

                  ‫وبما ھيأ لھا من ثواب‪...‬‬

 ‫ثابت بن قيس‬
‫خطيب رسول ﷲ‬

                                                   ‫كان ح ّسان بن ثابت شاعر رسول ﷲ والاسلام‪..‬‬
                                                     ‫وكان ثابت خطيب خطيب رسول ﷲ والاسلام‪..‬‬

                                         ‫وكانت الكلمات تخرج من فمه قوية‪ ،‬صادعة‪ ،‬جامعة رائعة‪..‬‬
                ‫وفي عام الوفود‪ ،‬وفد على لمدينة وفد بني تميم وقال لرسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‪:‬‬

                                                         ‫" جئنا نفاخرك‪ ،‬فأذن لشاعرنا وخطيبنا"‪..‬‬
                                                      ‫فابتسم الرسول صلى ﷲ عليه وسلم وقال لھم‪:‬‬

                                                                      ‫" قد أذنت لخطيبكم‪ ،‬فليقل"‪..‬‬
                                          ‫وقام خطيبھم عطارد بن حاجب ووقف يزھو بمفاخر قومه‪..‬‬
                          ‫ولما آذن بانتھاء‪ ،‬قال النبي صلى ﷲ عليه وسلم لثابت بن قيس‪ :‬قم فأجبه‪..‬‬

                                                                                ‫ونھض ثابت فقال‪:‬‬
‫" الحمد ‪ ،‬الذي في السموات والأرض خلقه‪ ،‬قضى فيھ ّن أمره‪ ،‬ووسع كرسيّه علمه‪ ،‬ولم يك شيء قط‬

                                                                                    ‫الا من فضله‪..‬‬
       ‫ثم كان من قدرته أن جعلنا أئمة‪ .‬واصطفى من خير خلقه رسولا‪ ..‬أكرمھم نسبا‪ .‬وأصدقھم حديثا‪.‬‬

                   ‫وأفضلھم حسبا‪ ،‬فأنزل عليه كتابه‪ ،‬وائتمنه على خلقه‪ ،‬فكان خيرة ﷲ من العالمين‪..‬‬
‫ثم دعا الناس الى الايمان به‪ ،‬فآمن به المھاجرون من قومه وذوي رحمه‪ ..‬أكرم الناس أحسابا‪ ،‬وخيرھم‬

                                                                                            ‫فعالا‪..‬‬
                                                              ‫ثم كنا نحن الأنصار أول الخلق اجابة‪..‬‬
                                                               ‫فنحن أنصار ﷲ‪ ،‬ووزراء رسوله"‪..‬‬

‫**‬

              ‫شھد ثابت بن قيس مع رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم غزوة أحد‪ ،‬والمشاھد بعدھا‪.‬‬
                                                  ‫وكانت فدائيته من طراز عجيب‪ ..‬جد عجيب‪!!..‬‬

    ‫في حروب الر ّدة‪ ،‬كان في الطليعة دائما‪ ،‬يحمل راية الأنصار‪ ،‬ويضرب بسيف لا يكبو‪ ،‬ولا ينبو‪..‬‬
‫وفي موقعة اليمامة‪ ،‬التي سبق الحديث عنھا أكثر من مرة‪ ،‬رأى ثابت وقع الھجوم الخاطف لذي شنّه‬

                  ‫جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أول المعركة‪ ،‬فصاح بصوته النذير الجھير‪:‬‬
                                   ‫" وﷲ‪ ،‬ما ھذا كنا نقاتل مع رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم"‪..‬‬

                            ‫ثم ذھب بغير بعيد‪ ،‬وعاد وقد تحنّط‪ ،‬ولبس اكفانه‪ ،‬وصاح مرة أخرى‪:‬‬
                                                            ‫" اني أبرأ اليك مما جاء به ھؤلاء‪..‬‬
                                                                          ‫يعني جيش مسيلمة‪..‬‬

‫‪224‬‬
   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228   229