Page 220 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 220
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ويضرب البراء بسيفه ،ومكان كل ضربة يقوم جدار شاھق في بناء العالم الجديد الذي ينمو تحت راية
الاسلام نم ّوا سريعا كالنھار المشرق..
**
وفي احدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالھم الى كل وحشية دنيئة يستطيعونھا..
فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محمأة بالنار ،يلقونھا من حصونھم ،فتخطف من تناله من
المسلمين الذين لا يستطيعون منھا فكاكا..
وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وكل اليھما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك
الحصون..
ولكن أحد ھذه الكلاليب سقط فجأة ،فتعلق بأنس ولم يستطع أنس أن السلسلة ليخلص نفسه ،اذ كانت
تتوھج لھبا ونارا..
وأبصرالبراء المشھد لإاسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحمأة تصعد به على سطح جدار الحصن..
وقبض على السلسلة بيديه وراح يعالجھا في بأس شديد حتى قصمھا وقطعھا ..ونجا أنس وألقى البراء
ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوھما مكانھما!!..
لقد ذھب كل ما فيھما من لحم ،وبقي ھيكلھما العظمي مس ّمرا محترقا!!..
وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى بريء..
**
أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟
بلى آن!!..
وھاھي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيھا جيوش فارس
ولتكون لـ البراء عيدا أي عيد..
**
احتشد أھل الأھواز ،والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..
وكتب امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل الى الأھواز جيشا..
وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأھواز جيشا ،قائلا له في رسالته:
" اجعل امير الجند سھيل بن عد ّي..
وليكن معه البراء بن مالك"..
والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجھوا جيش الأھواز وجيش الفرس في معركة
ضارية..
220