Page 215 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 215

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

    ‫وانه ليحدثنا‪ :‬كيف كان الجوع يعض أمعاءه فيش ّد على بطمه حجرا ويعتصر كبده بيديه‪ ،‬ويسقط في‬
                       ‫المسجد وھو يتلوى حتى يظن بعض أصحابه أن به صرعا وما ھو بمصروع‪!..‬‬

    ‫ولما أسلم لم يكن يئوده ويضنيه من مشاكل حياته سوى مشكلة واحدة لم يكن رقأ له بسببھا جفن‪..‬‬
                                              ‫كانت ھذه المشكلة أمه‪ :‬فانھا يومئذ رفضت أن تسلم‪..‬‬

            ‫ليس ذلك وحسب‪ ،‬بل كلنت تؤذي ابنھا في رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم وتذكره بسوء‪..‬‬
  ‫وذات يوم أسمعت أبا ھريرة في رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ما يكره‪ ،‬فانف ّض عنھا باكيا محزونا‪،‬‬

                                                                       ‫وذھب الى مسجد الرسول‪..‬‬

                                                            ‫ولنصغ اليه وھو يروي لنا بقيّة النبأ‪:‬‬
    ‫"‪ ..‬فجئت الى رسول ﷲ وأنا أبكي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ﷲ‪ ،‬كنت أدعو أم أبي ھريرة الى الاسلام فتأبى‬

         ‫علي‪ ،‬واني دعوتھا اليوم فأسمعتني فيك ما أكره‪ ،‬فادع ﷲ أن يھدي أم أبا ھريرةالى الاسلام‪..‬‬
                                      ‫فقال رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‪ :‬اللھم اھد أم أبي ھريرة‪..‬‬

  ‫فخرجت أعدو أبشرھا بدعاء رسول ﷲ‪ ،‬فلما أتيت الباب اذا ھو مجاف‪ ،‬أي مغلق‪ ،‬وسمعت خضخضة‬
                                                                 ‫ماء‪ ،‬ونادتني يا أبا ھريرة مكانك‪..‬‬

‫ثم لبست درعھا‪ ،‬وعجلت عن خمارھا وخرجت وھي تقول‪ :‬أشھد أن لا اله الا ﷲ‪ ،‬وأِھد أن محمدا عبده‬
                                                                                       ‫ورسوله‪..‬‬

 ‫فجئت أسعى الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم أبكي من الفرح‪ ،‬كما بكيت من الحزن‪ ،‬وقلت‪ :‬أبشر يا‬
                                                                 ‫رسول ﷲ‪ ،‬فقد أجاب ﷲ دعوتك‪..‬‬
                                                                ‫قد ھدى أم أبي ھريرة الى الاسلام‪..‬‬

                            ‫ثم قلت يا رسول ﷲ‪ :‬ادع ﷲ أن يحبّبني وأمي الى المؤمنين والمؤمنات‪..‬‬
                                         ‫فقال‪ :‬اللھم حبّب عبيدك ھذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة"‪..‬‬

                                              ‫**‬

                            ‫وعاش أبو ھريرة عابدا‪ ،‬ومجاھدا‪ ..‬لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة‪.‬‬
                                     ‫وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي ﷲ عنه ولاه امارة البحرين‪.‬‬
                                                             ‫وعمر كما نعلم شديد المحاسبة لولاته‪.‬‬

‫اذا ولّى أحدھم وھو يملك ثوبين‪ ،‬فيجب أن يترك الولاية وھو لا يملك من دنياه سوى ثوبيه‪ ..‬ويكون من‬
                                                             ‫الأفضل أن يتركھا وله ثوب واحد‪!!!..‬‬

     ‫أما اذا خرج من الولاية وقد ظھرت عليه أعراض الثراء‪ ،‬فآنئذ لا يفلت من حساب عمر‪ ،‬مھما يكن‬
                                                                      ‫مصدر ثرائه حلالا مشروعا!‬

                                                      ‫دنيا أخرى‪ ..‬ملاءھا ھمر روعة واعجازا‪!!..‬‬
         ‫وحين ول ّي أبو ھريرة البحرين ا ّدخر مالا‪ ،‬من مصادره الحلال‪ ،‬وعلم عمر فدعاه الى المدينة‪..‬‬

                                      ‫ولندع أبو ھريرة يروي لنا ما حدث بينھما من حوار سريع‪:‬‬

                                                             ‫‪215‬‬
   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220