Page 210 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

‫" يا عباس‪..‬‬
‫افد نفسك‪ ،‬وابن اخيك عقيل بن أبي طالب‪ ،‬ونوفل بن الحارث‪ ،‬وحليفك عتبة بن عمرو وأخا بني الحارث‬

‫بن فھر‪ ،‬فانك ذومال"‪..‬‬
‫وأردا العباس أن يغادر أسره با فدية‪ ،‬قائلا‪:‬‬
‫" يا رسول ﷲ‪ ،‬اني كنت مسلما‪ ،‬ولكن القوم استكرھوني"‪..‬‬
‫ولكن الرسول صلى ﷲ عليه وسلم أص ّر على الفدية‪ ،‬ونزل لقرآن الكريم في ھذه المناسبة يقول‪:‬‬
‫" يا ايھا النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى ان يعلم ﷲ في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم‬

‫ويغفر لكم‪ ،‬وﷲ غفور رحيم"‪.‬‬
‫وھكذا فدى العباس نفسه ومن معه‪ ،‬وقفل راجعا الى مكة‪ ..‬ولم تخدعه قريش بعد ذلك عن عقله وھداه‪،‬‬

‫فبعد حين جمع ماله وحمل متاعه‪ ،‬وأدرك الرسول بخيبر‪ ،‬ليأخذ مكانه في موكب الاسلام‪ ،‬وقافلة‬
‫المؤمنين‪ ..‬وصار موضع حب المسلمين واجلالھم العظيم‪ ،‬لا سيما وھم يرون تكريم الرسول له وحبه‬

‫اياه وقوله عنه‪:‬‬
‫" انما العباس صنو أبي‪..‬‬
‫فمن آذى العباس فقد آذاني"‪.‬‬
‫وأنجب العباس ذريّة مباركة‪.‬‬
‫وكان حبر الأمة عبدﷲ بن عباس واحدا من ھؤلاء الأبناء المباركين‪.‬‬

‫**‬

‫وفي يوم الجمعة لأربع عشرة سنة خلت من رجب سنة اثنتين وثلاثين سمع اھل العوالي بالمدينة‬
‫مناديا ينادي‪:‬‬

‫" رحم ﷲ من شھد العباس بن عبد المطلب"‪.‬‬
‫فأدركوا أن العباس قد مات‪..‬‬

‫وخرج الناس لتشييعه في أعداد ھائلة لم تعھد المدينة مثلھا‪..‬‬
‫وصلى عليه خليفة المسلمين يومئذ عثمان رضي ﷲ عنه‪.‬‬
‫وتحت ثرى البقيع ھدأ جثمان أبي الفضل واستراح‪..‬‬

‫ونام قرير العين‪ ،‬بين الأبرار الذين صدقوا ما عاھدوا ﷲ عليه!!‬
‫أبو ھريرة‬

‫ذاكرة عصر الوحي‬

‫صحيح أن ذكاء المرء محسوب عليه‪..‬‬
‫وأصحاب المواھب الخارقة كثيرا ما يدفعون الثمن في نفس الوقت الذي كان ينبغي أن يتلقوا فيه الجزاء‬

‫والشكران‪!!..‬‬
‫والصحابي الجليل أبو ھريرة واحد من ھؤلاء‪..‬‬
‫فقد كان ذا موھبة خارقة في سعة الذاكرة وقوتھا‪..‬‬
‫كان رضي ﷲ عنه يجيد ف ّن الاصغاء‪ ،‬وكانت ذاكرته تجيد فن الحفظ والاختزان‪..‬‬

‫‪210‬‬