Page 209 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 209
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ھناك ورسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم في ھذا الموقف ،كان العباس الى جواره ،بل كان بين قدميه
بخطام بغلته يتحدى الموت والخطر..
وأمره النبي صلى ﷲ عليه وسلم أن يصرخ في الناس ،وكان العباس جسيما جھوري الصوت ،فراح
ينادي:
" يا معشر الأنصار..
يا أصحاب البيعة"...
وكانما كان صوته داعي القدر ونذيره..
فما كاد يقرع أسماع المرتاعين من ھول المفاجأة ،المشتتين في جنبات الوادي ،حتى أجابوا في صوت
واحد:
" لبّيك ..لبّيك"..
وانقلبوا راجعين كالاعصار ،حتى ان أحدھم ليحرن بعيره أو فرسه ،فيقتحم عنھا ويترجل ،حاملا درعه
وسيفه وقوسه ،ميم ّما صوب موت العباس..
ودارت المعركة من جديد ..ضارية ،عاتية..
وصاح رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم:
" الآن حمي الوطيس"..
وحمي الوطيس حقا..
وتدحرج قتلى ھوزان وثقيف ،وغلبت خيل ﷲ خيل اللات ،وأنزل ﷲ سكينته على رسوله وعلى
المؤمنين!!!..
**
كان رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يحب العباس عمه حبا كبيرا ،حتى انه لم ينم يوم انتھت غزوة بدر،
وقضى عمه ليله في الأسر..
ولم يخف النبي عليه السلام عاطفته ھذه ،فحين سئل عن سبب أرقه ،وقد نصره ﷲ نصرا مؤزرا أجاب:
" سمعت أنين العباس في وثاقه"..
وسمع بعض المسلمين كلمات الرسول ،فأسرع الى مكان الأسرى ،وح ّل وثاق العباس ،وعاد فأخبر
الرسول قائلا:
" يا رسول ﷲ..
اني أرخيت من وثاق العباس شيئا"..
ولكن لماذا وثاق العباس وحده..؟
ھنالك قال الرسول لصاحبه:
" اذھب ،فافعل ذلك بالأسرى جميعا".
أجل فحب النبي صلى ﷲ عليه وسلم لعمه لا يعني أن يميزه عن الناس الذين تجمعھم معه ظروف
مماثلة..
وعندما تقرر أخذ الفدية من الأسرى ،قال الرسول لعمه:
209