Page 216 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 216

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                                                                  ‫" قال لي عمر‪:‬‬
                                                        ‫يا عدو ﷲ وعدو كتابه‪ ،‬أسرقت مال ﷲ‪..‬؟؟‬

                                                                                            ‫قلت‪:‬‬
                                           ‫ما أنا بعدو ولا عدو لكتابه‪ ..،‬لكني عدو من عاداھما‪..‬‬

                                                                       ‫ولا أنا من يسرق مال ﷲ‪!..‬‬
                                                                                            ‫قال‪:‬‬

                                                              ‫فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف‪..‬؟؟‬
                                                                                            ‫قلت‪:‬‬

                                                                ‫خيل لي تناسلت‪ ،‬وعطايا تلاحقت‪..‬‬
                                                     ‫قال عمر‪ :‬فادفعھا الى بيت مال المسلمين"‪!!..‬‬
                                      ‫ودفع أبو ھريرة المال الى عمر ثم رفع يديه الى السماء وقال‪:‬‬

                                                                     ‫اللھم اغفر لأمير المؤمنين"‪..‬‬

               ‫وبعد حين دعا عمر أبا ھريرة‪ ،‬وعرض عليه الولاية من حديد‪ ،‬فأباھا واعتذر عنھا‪..‬‬
                                                                             ‫قال له عمر‪ :‬ولماذا؟‬
                                                                                  ‫قال أبو ھريرة‪:‬‬

                                              ‫حتى لا يشتم عرضي‪ ،‬ويؤخذ مالي‪ ،‬ويضرب ظھري‪..‬‬
                                                                                          ‫ثم قال‪:‬‬

                                                                       ‫وأخاف أن أقضي بغير علم‬
                                                                                ‫وأقول بغير حلم‪..‬‬

                                              ‫**‬

                                                             ‫وذات يوم اشتد شوقه الى لقاء ﷲ‪..‬‬
                         ‫وبينما كان ع ّواده يدعون له بالشفاء من مرضه‪ ،‬كان ھو يل ّح على ﷲ قائلا‪:‬‬

                                                           ‫" اللھم اني أحب لقاءك‪ ،‬فأحب لقائي"‪..‬‬
                                  ‫وعن ثماني وسبعين سنة مات في العام التاسع والخمسين للھجرة‪.‬‬

                                     ‫ولبن ساكني البقيع الأبرار ب\تبوأ جثمانه الوديع مكانا مباركا‪..‬‬
  ‫وبينما كان مشيعوه عائدين من جنازته‪ ،‬كانت ألسنتھم ترتل الكثير من الأحاديث التي حفظھا لھم عن‬

                                                                                  ‫رسولھم الكريم‪.‬‬
                                     ‫ولعل واحدا من المسلمين الجدد كان يميل على صاحبه ويسأله‪:‬‬

                                                           ‫لماذا كنّى شيخنا الراحل بأبي ھريرة‪..‬؟؟‬

                                                              ‫فيجيبه صاحبه وھو الخبير بالأمر‪:‬‬
  ‫لقد كان اسمه في الجاھلية عبد شمس‪ ،‬ولما أسلك س ّماه الرسول عبدالرحمن‪ ..‬ولقد كان عطوفا على‬

               ‫الحيوان‪ ،‬واكنت له ھرة‪ ،‬يطعمھا‪ ،‬ويحملھا‪ ،‬وينظفھا‪ ،‬ويؤويھا‪ ..‬وكانت تلازمه كظله‪..‬‬

                                                             ‫‪216‬‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221