Page 226 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 226
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وسأله الرسول عن سببب غيابه ،فأجابه:
" اني امرؤ جھير الصوت..
وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك يا رسول ﷲ..
واذن فقد حبط عملي ،وأنا من أھل النار"!!..
وأجابه الرسول عليه الصلاة والسلام:
" انك لست منھم..
بل تعيش حميدا..
وتقتل شھيدا..
ويدخلك ﷲ الجنة".
**
بقي في قصة ثابت واقعة ،قد لا يستريح اليھا أولئك الذين حصروا تفكيرھم وشعورھم ورؤاھم داخل
عالمھم الماد ّي الضيّق الذي يلمسونه ،أو يبصرونه ،أو يش ّمونه!..
ومع ھذا ،فالواقعة صحيحة ،وتفسيرھا مبين وميّسر لكل من يستخدم مع البصر ،البصيرة..
بعد أن استشھد ثابت في المعركة ،م ّر به واحد من المسلمين الذين كانوا حديثي عھد بالاسلام ورأى على
جثمان ثابت دعه الثمينة ،فظن أن من حقه أن يأخذھا لنفسه ،فأخذھا..
ولندع راوي الواقعة يرويھا بنفسه:
" ..وبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه.
فقال له :اني أوصيك بوصية ،فاياك أن تقول :ھذا حلم فتضيعه.
اني لما استشھدت بالأمس ،م ّر بي رجل من المسلمين.
فأخذ درعي..
وان منزله في أقصى الناس ،وفرسه يست ّن في طوله ،أي في لجامه وشكيمته.
وقد كفأ على الدرع برمة ،وفوق الابرمة رحل..
فأت خالدا ،فمره أن يبعث فيأخذھا..
فاذا قدمت المدينة على خليفة رسول ﷲ أبي بكر ،فقل له :ان
عل ّي من الدين كذا كذا..
فليقم بسداده..
فلما استيقظ الرجل من نومه ،أتى خالد بن الوليد ،فق ّص عليه رؤياه..
فأرسل خالد من يأتي بالدرع ،فوجدھا كما وصف ثابت تماما..
ولما رجع المسلمون الى المدينة ،ق ّص المسلم على الخليفة الرؤيا ،فأنجز وصيّة ثابت..
وليس في الاسلام وصيّة ميّت أنجزت بعد موته على ھذا النحو ،سوى وصيّة ثابت بن قيس..
حقا ان الانسان لس ّر كبير..
) ولا تحسب ّن الذين قتلوا في سبيل ﷲ أمواتا بل أحياء عند ربھم يرزقون(.
226