Page 229 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 229

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                        ‫لكنه لو قال لسعد‪ :‬اني أسلمت‪ ،‬فقم وأسلم‪ ،‬لكانت مجابھة غير مأمونة العاقبة‪..‬‬
                     ‫اذن فعليه أن يثير حميّة سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب حتى يسمع ويرى‪..‬‬

                                                                               ‫فكيف السبيل لھذا‪..‬؟‬
                                      ‫كان مصعب كما ذكرنا من قبل ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة‪..‬‬

                                                        ‫وأسعد بن زرارة ھو ابن خالة سعد بن معاذ‪..‬‬
                                                                              ‫ھنالك قال أسيد لسعد‪:‬‬

      ‫" لقد ح ّدثت أن بين الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه‪ ،‬وھم يعلمون أنه ابن خالتك"‪..‬‬
   ‫وقام سعد‪ ،‬تقوده الحميّة والغضب‪ ،‬وأخذ الحربة‪ ،‬وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب‪ ،‬ومن معھما‬

                                                                                    ‫من المسلمين‪..‬‬
  ‫ولما اقترب من المجلس لو يجد ضوضاء ولا لغطا‪ ،‬وانما ھي السكينة تغشى جماعة يتوسطھم مصعب‬

                              ‫بن عمير‪ ،‬يتلو آيات ﷲ في خشوع‪ ،‬وھم يصغون اليه في اھتمام عظيم‪..‬‬
‫ھنالك أدرك الحيلة التي نسجھا له أسيد لكي يحمله على السعي الى ھذا المجلس‪ ،‬والقاء السمع لما يقوله‬

                                                                     ‫سفير الاسلام مصعب بن عمير‪.‬‬
  ‫ولقد صدقت فراسة أسيد في صاحبه‪ ،‬فما كاد سعد يسمع حتى شرح ﷲ صدره للاسلام‪ ،‬وأخذ مكانه في‬

                                                           ‫سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين‪!!..‬‬

                                               ‫**‬

                                                      ‫كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا‪..‬‬
                    ‫وكان ايمانه بفيء عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أھلا للثقة دوما‪..‬‬
               ‫وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدﷲ بن أب ّي فقال لمن حوله من أھل المدينة‪:‬‬

                                                    ‫" لقد أحللتمومھم بلادكم‪ ،‬وقاسمتموھم أموالكم‪..‬‬
                                        ‫أما وﷲ لو أمسكتم عنھم ما بأيديكم لتح ّولوا الى غير دياركم‪..‬‬

                                          ‫أما وﷲ لئن رجعنا الى المدينة ليخرج ّن الأعز منھا الأذل"‪..‬‬
‫سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم ھذه الكلمات‪ ،‬بل ھذه السموم المنافقة المسعورة‪ ،‬فكان حقا عليه أن‬

                                                              ‫يخبر رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‪..‬‬
                    ‫وتألم رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم كثيرا‪ ،‬وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام‪:‬‬

                                                                       ‫أوما بلغك ما قال صاحبكم‪..‬؟؟‬
                                                                                         ‫قال أسيد‪:‬‬

                                                                       ‫وأ ّي صاحب يا رسول ﷲ‪..‬؟؟‬
                                                                                      ‫قال الرسول‪:‬‬

                                                                                   ‫عبدﷲ بن أب ّي!!‬
                                                                                         ‫قال أسيد‪:‬‬

                                                                                      ‫وماذا قال‪..‬؟؟‬
                                                                                      ‫قال الرسول‪:‬‬
                                               ‫زعم انه ان رجع الى المدينة لخرج ّن الأعز منھا الأذل‪.‬‬

                                                               ‫‪229‬‬
   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234