Page 250 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 250
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
قال الرسول:
" بل أمر أختاره لكم..
وﷲ ما أصنع ذلك الا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ،وكالبوكم من كل جانب ،فأردت أن
أكسر عنكم شوكتھم الى أمر ما"..
وأح ّس سعد بن معاذ أن أقدارھم كرجال ومؤمنين تواجه امتحانا ،أي امتحان..
ھنالك قال:
" يا رسول ﷲ..
قد كنا وھؤلاء على الشرك وعبادة الأوثان لا نعبد ﷲ ولا نعرفه ،وھم لا يطمعون أن يأكلوا من مدينتنا
تمرة ،الا قرى ،أي كرما وضيفة ،أ ،بيعا..
أفحين أكرمنا ﷲ بالاسلام ،وھدانا له ،وأعزنا بك وبه ،نعطيھم أموالنا..؟؟
وﷲ ما لنا بھذا من حاجة..
ووﷲ لا نعطيھم الا السيف ..حتى يحكم ﷲ بيننا وبينھم"!!..
وعلى الفور عدل رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم عن رأيه ،وأنبأ زعماء غطفان أن أصحابه رفضوا
مشروع المفاوضة ،وأنه أق ّر رأيھم والتزم به..
**
وبعد أيام شھدت المدينة حصارا رھيبا..
والحق أنه حصار اختارته ھي لنفسھا أكثر مما كان مفروضا عليھا ،وذلك بسبب الخندق الذي حفر
حولھا ليكون جنّة لھا ووقاية..
ولبس المسلمون لباس الحرب.
وخرج سعد بن معاذ حاملا سيفه ورمحه وھو ينشد ويقول:
لبث قليلا يشھد الھيجا الجمل ما أجمل الموت اذا حان الأجل
وفي احدى الجولات تلقت ذراع سعد سھما وبيلا ،قذفه به أحد المشركين..
وتف ّجر الدم من وريده وأسعف سريعا اسعافا مؤقتا يرقأ به دمه ،وأمر النبي صلى ﷲ عليه وسلم أن
يحمل الى المسجد ،وأن تنصب له به خيمة حتى يكون على قرب منه دائما أثناء تمريضه..
وحمل المسلمون فتاھم العظيم الى مكانه في مسجد الرسول..
ورفع سعد بصره الى السماء وقال:
" اللھم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لھا ...فانه لا قوم أحب ال ّي أن أجاھدھم من قوم آذوا
رسولك ،وكذبوه ،وأخرجوه..
وان كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينھم ،فاجعل ما أصابني اليوم طريقا للشھادة..
ولا تمتني حتى تق ّر عيني من بني قريظة"!..
**
لك ﷲ يا سعد بن معاذ!..
250