Page 246 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 246
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وطوال سنوات الصحبة ،وأب ّي بن كعب قريب من رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ينھل من معينه العذب
المعطاء..
وبعد انتقال رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم الى الرفيق الأعلى ،ظ ّل أب ّي على عھده الوثيق ..في عبادته،
وفي قوة دينه ،وخلقه..
وكان دائما نذيرا في قومه..
يذكرھم بأيام رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،وماكانوا عليه من عھد ،وسلوك وزھد..
ومن كلماته الباھرة التي كان يھتف بھا في أصحابه:
" لقد كنا مع رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ووجوھنا واحدة..
فلما فارقنا ،اختلفت جوھنا يمينا وشمالا"..
**
ولقد ظل مستمسكا بالتقوى ،معتصما بالزھد ،فلم تستطع الدنيا أن تفتنه أو تخدعه..
ذلك أنه كان يرى حقيقتھا في نھايتھا..
فمھما يعيش المرء ،ومھما يتقلب في المناعم والطيبات ،فانه ملاق يوما يتحول فيه كل ذلك الى ھباء،
ولا يجد بين يديه الا ما عمل من خير ،أو ما عمل من سوء..
وعن عمل الدنيا يتح ّدث أب ّي فيقول:
" ان طعام ني آدم ،قد ضرب للدنيا مثلا..
فان ملّحه ،وقذحه ،فانظر الى ماذا يصير"..؟؟
**
وكان أب ّي اذا تح ّدث للناس استشرفته الأعناق والأسماع في شوق واصغاء..
ذلك أنه من الذين لم يخافوا في ﷲ أحدا ..ولم يطلبوا من الدنيا غرضا..
وحين اتسعت بلاد الاسلام ،ورأى المسلمين يجاملون ولاتھم في غير حق ،وقف يرسل كلماته المنذرة:
" ھلكوا ورب الكعبة..
ھلكوا وأھلكوا..
أما اني لا آسى عليھم ،ولكن آسى على من يھلكون من المسلمين".
**
وكان على كثرة ورعه وتقاه ،يبكي كلما ذكر ﷲ واليوم الآخر.
وكانت آيات القرآن الكريم وھو يرتلھا ،أ ،يسنعھا ،تھه وتھز كل كيانه..
وعلٮأن آية من تلك الآيات الكريمة ،كان اذا سمعھا أو تلاھا تغشاه من الأسى ما لا يوصف..
تلك ھي:
246