Page 248 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 248
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وباسلام سعد بن معاذ تشرق في المدينة شمس جديدة ،ستدور في فلكھا قلوب كثيرة تسلم مع حمد
رب العالمين!!..
أسلم سعد ..وحمل تبعات اسلامه في بطولة وعظمة..
وعندما ھاجر رسول ﷲ وصحبه الى المدينة كانت دور بني عبد الأشھل قبيلة سعد مفتحة الأبواب
للمھاجرين ،وكانت أموالھم كلھا تحت تص ّرفھم في غير م ّن ،ولا أذى ..ولا حساب!!..
**
وتجيء غزوة بدر..
ويجمع رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم أصحابه من المھاجرين والأنصار ،ليشاورھم في الأمر.
ويي ّمم وجھه الكريم شطر الأنصار ويقول:
" أشيروا عل ّي أيھا الناس"..
ونھض سعد بن معاذ قائما كالعلم ..يقول:
" يا رسول ﷲ..
لقد آمنا بك ،وص ّدقناك ،وشھدنا أن ما جئت به ھو الحق ،وأعطيناك على ذلك عھودنا ومواثيقنا..
فامض يا رسول ﷲ لما أردت ،فنحن معك..
ووالذي بعثك بالحق ،لو استعرضت بنا ھذا البحر فخضته لخضناه معك ،وما تخلف منا رجل واحد ،وما
نكره أن تلقى بنا عدونا غدا..
انا لصبر في الحرب ،صدق في اللقاء..
ولع ّل ﷲ يريك ما تق ّر به عينك...
فسر بنا على بركة ﷲ"...
**
أھلت كلمات سعد كالبشريات ،وتألق وجه الرسول رضا وسعادة وغبطة ،فقال للمسلمين:
" سيروا وأبشروا ،فان ﷲ وعدني احدى الطائفتين ..وﷲ لكأني أنظر الى مصرع القوم"..
وفي غزوة أحد ،وعندما تشتت المسلمون تحت وقع الباغتة الداھمة التي فاجأھم بھا جيش المشركين،
لم تكن العين لتخطئ مكان سعد بن معاذ..
لقد س ّمر قدميه في الأرض بجوار رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،يذود عنه ويدافع في استبسال ھو له
أھل وبه جدير..
**
وجاءت غزوة الخندق ،لتتجلى رجولة سعد وبطولته تجليا باھرا ومجيدا..
وغزوة الخندق ھذه ،آية بينة على المكايدة المريرة الغادرة التي كان المسلمون يطاردون بھا في غير
ھوادة ،من خصوم لا يعرفون في خصومتھم عدلا ولا ذ ّمة..
248