Page 243 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 243

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                           ‫ووقع اختياره على حبيب بن زيد ليحمله الرسالة مسيلمة‪..‬‬
  ‫وسافر حبيب يغ ّذ الخطى‪ ،‬مغتبطا بالمھمة الجليلة التي ندبه اليھا رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ممنّيا‬

                         ‫نفسه بأن يھتدي الى الحق‪ ،‬قلب مسيلمة فيذھب حبيب بعظيم الأجر والمثوبة‪.‬‬

                                               ‫**‬

                                                                            ‫وبلغ المسافر غايته‪..‬‬
                  ‫وف ّض مسيلمة الكذاب الرسالة التي أعشاه نورھا‪ ،‬فازداد امعانا في ضلاله وغروره‪..‬‬

                    ‫ولما لم يكن مسيلمة أكثر من أفّاق دع ّي‪ ،‬فقد تحلى بكل صفات الأفّاقين الأدعياء‪!!..‬‬
     ‫وھكذا لم يكن معه من المروءة ولا من العروبة والرجولة ما ير ّده عن سفك دم رسول يحمل رسالة‬

                                                ‫مكتوبة‪ ..‬الأمر الذي كانت العرب تحترمه وتق ّدسه‪!!..‬‬
  ‫وأراد قدر ھذا الدين العظيم‪ ،‬الاسلام‪ ،‬أن يضيف الى دروس العظمة والبطولة التي يلقيھا على البشرية‬

                          ‫بأسرھا‪ ،‬درسا جديدا موضوعه ھذه المرة‪ ،‬وأستاذه أيضا‪ ،‬حبيب بن زيد‪!!..‬‬

                                               ‫**‬

                                  ‫جمع الكذاب مسيلمة قومه‪ ،‬وناداھم الى يوم من أيامه المشھودة‪..‬‬
        ‫وجيء بمبعوث رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،‬حبيب بن زيد‪ ،‬يحمل آثار تعذيب شديد أنزله به‬
‫المجرمون‪ ،‬مؤملين أن يسلبوا شجاعة روحه‪ ،‬فيبدو امام الجميع متخاذلا مستسلما‪ ،‬مسارعا الى الايمان‬
     ‫بمسيلمة حين يدعى الى ھذا الايمان أمام الناس‪ ..‬وبھذا يحقق الكذاب الفاشل معجزة موھومة أمام‬

                                                                                   ‫المخدوعين به‪..‬‬

                                               ‫**‬

                                                                            ‫قال مسيلمة لـ حبيب‪:‬‬
                                                                   ‫" أتشھد أن محمدا رسول ﷲ‪..‬؟‬

                                                                                       ‫وقال حيب‪:‬‬
                                                                     ‫نعم أشھد أن محمدا رسول ﷲ‪.‬‬
                                                     ‫وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة وعاد يسألأ‪:‬‬

                                                                          ‫وتشھد أني رسول ﷲ‪..‬؟؟‬
                                                                    ‫وأجاب حبيب في سخرية قاتلة‪:‬‬

                                                                              ‫اني لا أسمع شيئا‪!!..‬‬
                                    ‫وتح ّولت صفرة الخزي على وجه مسيلمة الى سواد حاقد مخبول‪..‬‬
‫لقد فشلت خطته‪ ،‬ولم يجده تعذيبه‪ ،‬وتلقى أمام الذين جمعھم ليشھدوا معجزته‪ ..‬تلقى لطمة قوية أشقطت‬

                                                                          ‫ھيبته الكاذبة في الوحل‪..‬‬
                   ‫ھنالك ھاج كالثور المذبوح‪ ،‬ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بس ّن سيفه‪..‬‬

                                                              ‫‪243‬‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248