Page 242 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 242
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
في بيعة العقبة الثانية التي مر بنا ذكرھا كثيرا ،والتي بايع الرسول صلى ﷲ عليه وسلم فيھا سبعون
رجلا وسيدتان من أھل المدينة ،كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم رضي ﷲ عنھما من السبعين
المباركين..
وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتان اللتين بايعتا رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم..
أم السيدة الثانية فكانت خالته!!..
ھو اذن مؤمن عريق جرى الايمان في أصلابه وترائبه..
ولقد عاش الى جوار رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم بعد ھجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة ،ولا
يقعد عن واجب..
**
وذات يوم شھد جنوب الجزيرة العربية كذابين عاتيين ي ّدعيان النبوة ويسوقان الناس الى الضلال..
خرج أحدھما بصنعاء ،وھو الأسود بن كعب العنسي..
وخرج الثاني باليمامة ،وھو مسيلمة الكذاب..
وراح الكذابان يح ّرضان الناس على المؤمنين الذين استجابوا ،وللرسول في قبائلھما ،ويح ّرضان على
مبعوثي رسول ﷲ الى تلك الديار..
وأكثر من ھذا ،راحا يش ّوشان على النبوة نفسھا ،ويعيثان في الأرض فسادا وضلالا..
**
وفوجئ الرسول يوما بمبعوث بعثه مسيلمة يحمل منه كتابا يقول فيه "من مسيلمة رسول ﷲ ،الى
محمد رسول ﷲ ..سلام عليك ..أم بعد ،فاني قد أشركت في الأمر معك ،وان لنا نصف الأرض ،ولقريش
نصفھا ،ولك ّن قريشا قوم يعتدون"!!!..
ودعا رسول ﷲ أحد أصحابه الكاتبين ،وأملى عليه ر ّده على مسيلمة:
" بسم ﷲ الرحمن الرحيم..
من محمد رسول ﷲ ،الى مسيلمة الكذاب.
السلام على من اتبع الھدى..
أما بعد ،فان الأرض يورثھا من يشاء من عباده ،والعاقبة للمتقين"!!..
وجاءت كلمات الرسول ھذه كفلق الصبح .ففضحت كذاب بني حنيفة الذي ظ ّن النب ّوة ملكا ،فراح يطالب
بنصف الأرض ونصف العباد!..
وحمل مبعوث مسيلمة رد الرسول عليه السلام الى مسيلمة الذي ازداد ضلالا واضلالا..
**
ومضى الكذب ينشر افكه وبھتانه ،وازداد أذاه للمؤمنين وتحريضه عليھم ،فرأى الرسول أن يبعث اليه
رسالة ينھاه فيھا عن حماقاته..
242