Page 237 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 237
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ھذا الجيش الذي جمع فلوله شريعا حين رأى ظھر المسلمين قد انكشف تماما ،ثم فاجأھم بھجوم خاطف
من وراء ،فتح ّول نصر المسلمين الى ھزيمة..
**
في ھذا القتال المرير ،قاتل عبدﷲ بن عمرو قتال مو ّدع شھيد..
ولما ذھب المسلمون بعد نھاية القتال ينظرون شھدائھم ..ذھب جابر ابن عبداله يبحث عن أبيه ،حتى
ألفاه بين الشھداء ،وقد مثّل به المشركون ،كما مثلوا يغيره من الأبطال..
ووقف جابر وبعض أھله يبكون شھيد الاسلام عبدﷲ بن عمرو بم جرام ،وم ّر بھم رسول ﷲ صلى ﷲ
عليه وسلم وھم يبكونه ،فقال:
" ابكوه..
أ،لا تبكوه..
فان الملائكة لتظلله بأجنحتھا"!!..
**
كان ايمان أبو جابر متألقا ووثيقا..
وكان حبّه بالموت في سبيل ﷲ منتھى أطماحه وأمانيه..
ولقد أنبأ رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم ،يص ّور شغفه بالشھادة..
قال عليه السلام لولده جابر يوما:
" يا جابر..
ما كلم ﷲ أحدا قط الا من وراء حجاب..
ولقد كلّم كفاحا _أي مواجھة_
فقالفقال له :يا عبدي ،سلني أعطك..
فقال :يا رب ،أسألك أن تر ّدني الى الدنيا ،لأقتل في سبيلك ثانية..
قال له ﷲ:
انه قد سبق القول مني :أنھم اليھا لا يرجعون.
قال :يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة..
فأنزل ﷲ تعالى:
)ولا تحسب ّن الذين قتلوا في سبيل ﷲ أمواتا ،بل أحياء عند ربھم يرزقون ،فرحين بما أتاھم ﷲ من
فضله ،ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بھم من خلفھم .ألا خوف عليھم ولا ھم يحزنون(".
**
وعندما كان المسلمون يتعرفون على شھدائھم الأبرار ،بعد فراغ القتال في أحد..
237