Page 238 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 238

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

   ‫وعندما تعرف أھل عبدﷲ بن عمرو على جثمانه‪ ،‬حملته زوجته على ناقتھا وحملت معه أخاھا الذي‬
  ‫استشھد أيضا‪ ،‬وھ ّمت بھما راجعة الى المدينة لتدفنھما ھناك‪ ،‬وكذلك فعل بعض المسلمين بشھدائھم‪..‬‬

                    ‫بيد أن منادي رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم لحق بھم وناداھم بأمر رسول ﷲ أن‪:‬‬
                                                               ‫" أن ادفنوا القتلى في مصارعھم"‪..‬‬
                                                                            ‫فعاد كل منھم بشھيده‪..‬‬

‫ووقف النبي الكريم صلى ﷲ عليه وسلم يشرف على دفن أصحابه الشھداء‪ ،‬الذين صدقوا ما عاھدوا ﷲ‬
                                          ‫عليه‪ ،‬وبذلوا أرواحھم الغالية قربانا متواضعا ولرسوله‪.‬‬

                          ‫ولما جاء دور عبدﷲ بن حرام ليدفن‪ ،‬نادى رسول ﷲ صلى اله عليه وسلم‪:‬‬
          ‫" ادفنوا عبدﷲ بن عمرو‪ ،‬وعمرو بن الجموح في قبر واحد‪ ،‬فانھما كانا في الدنيا متحابين‪،‬‬

                                                                                     ‫متصافين"‪..‬‬

                                              ‫**‬

                                                                                         ‫والآن‪..‬‬
‫في خلال اللحظات التي يع ّد فيھا القبر السعيد لاستقبال الشھيدين الكريمين‪ ،‬تعالوا نلقي نظرة محبّة على‬

                                                                 ‫الشھيد الثاني عمرو بن الجموح‪...‬‬

                                       ‫عمرو بن الجموح‬
                                 ‫أريد أن أخطر بعرجتي في الجنة‬

                                     ‫انه صھر عبدﷲ بن حرام‪ ،‬اذ كان زوجا لأخته ھند بن عمرو‪..‬‬
                           ‫وكان ابن الجموح واحدا من زعماء المدينة‪ ،‬وسيدا من سادات بني سلمة‪..‬‬
         ‫سبقه الى الاسلام ابنه معاذ بن عمرو الذي كان أحد الأنصار السبعين‪ ،‬أصحاب البيعة الثانية‪..‬‬
‫وكان معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل يدعوان للاسلام بين أھل المدينة في حماسة الشباب المؤمن‬

                                                                                        ‫الجريء‪..‬‬
       ‫وكان من عادة الناس ھناك أن بتخذ الأشراف من بيوتھم أصناما رمزية غير تلك الأصنام الكبيرة‬

                                                 ‫المنصوبة في محافلھا‪ ،‬والتي تؤ ّمھا جموع الناس‪..‬‬
   ‫وعمرو بن الجموح مع صديقه معاذ بن جبل على أن يجعلا من صنم عمرو بن جموح سخرية ولعبا‪..‬‬

                   ‫فكانا يدلجان عليه ليلا‪ ،‬ثم يحملانه ويطرحانه في حفرة يطرح الناس فيه فضلاتھم‪..‬‬
       ‫ويصيح عمرو فلا يجد منافا في مكانه‪ ،‬ويبحث عنه حتى يجده طريح تلك الحفرة‪ ..‬فيثور ويقول‪:‬‬

                                                                ‫ويلكم من عدا على آلھتنا الليلة‪!..‬؟‬
                                                                        ‫ثم يغسله ويطھره ويطيّبه‪..‬‬

     ‫فاذا جاء ليل جديد‪ ،‬صنع المعاذان معاذ بن عمرو ومعاذ بن جبل بالصنم مثل ما يفعلان به كل ليلة‪.‬‬
  ‫حتى اذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق مناف وقال له‪ :‬ان كان فيك خير فدافع عن نفسك‪!!..‬‬

                                                              ‫‪238‬‬
   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243