Page 241 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

‫**‬

‫وجاء ما كان ينتظر‪.‬‬
‫ضربةسيف أومضت‪ ،‬معلنة ساعة الزفاف‪..‬‬
‫زفاف شھيد مجيد الى جنات الخلد‪ ،‬وفردوس الرحمن‪!!..‬‬

‫**‬

‫واذ كان المسلمون يدفنون شھداءھم قال الرسول عليه الصلاة والسلام أمره الذي سمعناه من قبل‪:‬‬
‫" انظروا‪ ،‬فاجعلوا عبدﷲ بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد‪ ،‬فانھما كانا في الدنيا‬

‫متحابين متصافيين"‪!!..‬‬

‫**‬

‫ودفن الحبيبان الشھيدان الصديقان في قبر واحد‪ ،‬تحت ثرى الأرض التي تلقت جثمانيھما الطاھرين‪،‬‬
‫بعد أن شھدت بطولتھما الخارقة‪.‬‬

‫وبعد مضي ست وأربعين سنة على دفنھما‪ ،‬نزل سيل شديد غ ّطى أرض القبور‪ ،‬بسبب عين من الماء‬
‫أجراھا ھناك معاوية‪ ،‬فسارع المسلمون الى نقل رفات الشھداء‪ ،‬فاذا ھم كما وصفھم الذين اشتركوا في‬

‫نقل رفاتھم‪:‬‬
‫" ليّنة أجسادھم‪..‬‬
‫تتثنى أطرافھم"‪!..‬‬

‫وكان جابر بن عبدﷲ لا يزال حيا‪ ،‬فذھب مع أھله لينقل رفات أبيه عبدﷲ بن عمرو بن حرام‪ ،‬ورفات‬
‫زوج عمته عمرو بن الجموح‪..‬‬

‫فوجدھما في قبرھما‪ ،‬كأنھما نائمان‪ ..‬لم تأكل الأرض منھما شيئا‪ ،‬ولم تفارق شفاھھما بسمة الرضا‬
‫والغبطة التي كانت يوم دعيا للقاء ﷲ‪..‬‬
‫أتعجبون‪..‬؟‬
‫كلا‪ ،‬لا تعجبوا‪..‬‬

‫فان الأرواح الكبيرة‪ ،‬التقية‪ ،‬النقية‪ ،‬التي سيطرت على مصيرھا‪ ..‬تترك في الأجساد التي كانت موئلا لھا‪،‬‬
‫قدرا من المناعة يدرأ عنھا عوامل التحلل‪ ،‬وسطوة التراب‪..‬‬

‫حبيب بن زيد‬
‫أسطورة فداء وحب‬

‫‪241‬‬