Page 251 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 251
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
فمن ذا الذي يستطيع أن يقول مثل ھذا القول ،في مثل ھذا الموقف سواك..؟؟
ولقد استجاب ﷲ دعاءه..
فكانت اصابته ھذه طريقه الى الشھادة ،اذ لقي ربه بعد شھر ،متأثرا بجراحه..
ولكنه لم يمت حتى شفي صدرا من بني قريظة..
ذلك أنه بعد أن يئست قريش من اقتحام المدينة ،ود ّب في صفوف جيشھا الھلع ،حمل الجميع متاعھم
وسلاحھم ،وعادوا مخذولين الى مكة..
ورأى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم أن ترك بني قريظة ،يفرضون على المدينة غدرھم كما شاؤوا ،أمر
لم يعد من حقه أن يتسامح تجاھه..
ھنالك أمر أصحابه بالسير الى بني قريظة.
وھناك حاصروھم خمسة وعشرين يوما..
ولما رأى ھؤلاء ألا منجى لھم من المسلمين ،استسلموا ،وتقدموا الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم
برجاء أجابھم اليه ،وھو أن يحكم فيھم سعد بن معاذ ..وكان سعد حليفھم في الجاھلية..
**
أرسل النبي صلى ﷲ عليه وسلم من أصحابه من جاؤوا بسعد بن معاذ
من مخيمه الذي كان يم ّرض فيه بالمسجد..
جاء محمولا على دابة ،وقد نال منه الاعياء والمرض..
وقال له الرسول:
" يا سعد احكم في بني قريظة".
وراح سعد يستعيد محاولات الغدر التي كان آخرھا غزوة الخندق والتي كادت لبمدينة تھلك فيھا بأھلھا..
وقال سعد:
" اني أرى أن يقتل مقاتلوھم..
وتسبى ذراريھم..
وتق ّسم أموالھم"..
وھكذا لم يمت سعد حتى شفي صدره من بني قريظة..
**
كان جرح سعد يزداد خطرا كل يوم ،بل كل ساعة..
وذات يوم ذھب رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم لعيادته ،فألفاه يعيش في لحظات الوداع فأخذ عليه
الصلاة والسلام رأسه ووضعه في حجره ،وابتھل الى ﷲ قائلا:
" اللھم ان سعدا قد جاھد في سبيلك ،وص ّدق رسولك وقضى الذي عليه ،فتقبّل روحه بخير ما تقبّلت به
روحا"!..
وھطلت كلمات النبي صلى ﷲ عليه وسلم على الروح المو ّدعة بردا وسلاما..
فحاول في جھد ،وفتح عينيه راجيا أن يكون وجه رسول ﷲ آخر ما تبصرانه في الحياة وقال:
251