Page 256 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 256
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وأت الرسول فقل يا خير مؤتمن
للمؤمنين اذا ما ع ّدد البشر
علام تدعى سليم ،وھي نازحة
ق ّدام قوم ،ھموا آووا وھم نصروا
س ّماھم ﷲ الأنصار بنصرھم
دين الھدى ،وعوان الحرب تستعير
وسارعوا في سبيل ﷲ واعترفوا
للنائبات ،وما جاموا وما ضجروا
ففي ھذه الأبيات عبّر شاعر الرسول والأنصار عن الحرج الذي أح ّسه الأنصار ،اذ أعطى النبي صلى ﷲ
عليه وسلم من الصحابة ،ولم يعطھم شيئا.
ورأى زعيم الأنصار سعد بن عبادة ..وسمع قومه يتھامس بعضھم بھذا الأمر ،فلم يرضه ھذا الموقف،
واستجاب لطبيعته الواضحة المسفرة الصريحة ،وذھب من فوره الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم
وقال:
" يا رسول ﷲ..
ان ھذا الح ّي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسھم ،لما صنعت في ھذا الفيء الذي أصبت..
قسمت في قومك ،وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ،ولم يك في ھذا الحي من الأنصار منھا
شيء"..
ھكذا قال الرجل الواضح كل ما في نفسه ،وكل ما في أنفس قومه ..وأعطى الرسول صورة أمينة عن
الموقف..
وسأله رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم:
" وأين أنت من ذلك يا سعد"..؟؟
أي اذا كان ھذا رأي قومك ،فما رايك أنت..؟؟
فأجاب سعد بنفس الصراحة قائلا:
" ما أنا الا من قومي"..
ھنالك قال له النبي ":اذن فاجمع لي قومك"..
ولا ب ّد لنا من أن نتابع القصة الى نھايتھا ،فان لھا روعة لا تقاوم!..
جمع سعد قومه من الأنصار..
وجاءھم رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،فتملّى وجوھھم الآسية .وابتسم ابتسامة متألقة بعرفان جميلھم
وتقدير صنيعھم..
ثم قال:
" يا معشر الأنصار..
مقالة بلغتني عنكم ،وجدة وجدتموھا عل ّي في أنفسكم..؟؟
ألم آتكم ضلالا فھداكم ﷲ..؟؟
وعالة ،فأغناكم ﷲ..؟
وأعداء ،فألف ﷲ بين قلوبكم..؟؟"
قالوا:
256