Page 258 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 258
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ما كان سعد رضي ﷲ عنه بكلماته ھذه لأمير المؤمنين عمر ينفّس عن غيظ ،أو يعبّر عن كراھية..
فان من رضي رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم قسما وحظا ،لا يرفض الولاء لرجل مثل عمر ،طالما رآه
موضع تكريم الرسول وحبّه..
انما أراد سعد وھو واحد من الأصحاب الذين نعتھم القرآن بأنھم رحماء بينھم..
ألا ينتظر ظروفا ،قد تطرأ بخلاف بينه وبين أمير المؤمنين ،خلاف لا يريده ،ولا يرضاه..
**
وش ّد رحاله الى الشام..
وما كاد يبلغھا وينزل أرض حوران حتى دعاه أجله ،وأفضى الى جوار ربه الرحيم..
أسامة بن زيد
الح ّب بن الح ّب
جلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي ﷲ عنه يق ّسم أموال بيت المال على المسلمين..
وجاء دور عبدﷲ بن عمر ،فأعطاه عمر نصيبه.
ثم جاء دور أسامة بن زيد ،فأعطاه عمر ضعف ما أعطى ولده عبدﷲ..
وذا كان عمر يعطي الناس وفق فضلھم ،وبلائھم في الاسلام ،فقد خشي عبدﷲ بن عمر أن يكون مكانه
في الاسلام آخرا ،وھو الذي يرجو بطاعته ،وبجھاده ،وبزھده ،وبورعه،أن يكون عند ﷲ من السابقين..
ھنالك سأل أباه قائلا ":لقد ف ّضلت عل ّي أسامة ،وقد شھدت مع رسول ﷲ ما لم يشھد"..؟
فأجابه عمر:
" ان أسامة كان أح ّب الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم منك..
وأبوه كان أحب الى رسول ﷲ من أبيك"!..
فمن ھذا الذي بلغ ھو وأبوه من قلب الرسول وحبه ما لم يبلغه ابن عمر ،وما لم يبلغه عمر بذاته..؟؟
انه أسامة بن زيد.
كان لقبه بين الصحابة :الح ّب بن الح ّب..
أبوه زيد بن حارثة خادم رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم الذي آثر الرسول على أبيه وأمه وأھله ،والذي
وقف به النبي على جموع أصحابه يقول:
" أشھدكم أن زيدا ھذا ابني ،يرثني وأرثه"..
وظل اسمه بين المسلمين زيد بن محمد حتى أبطل القرآن الكريم عادة التبنّي..
أسامة ھذا ابنه..
وأمه ھي أم أيمن ،مولاة رسول ﷲ وحاضنته،
لم يكن شكله الخارجي يؤھله لشيء ..أي شيء..
فھو كما يصفه الرواة والمؤرخون :أسود ،أفطس..
أجل ..بھاتين الكلمتين ،لا أكثر يلخص التاريخ حديثه عن شكل أسامة!!..
258