Page 260 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 260
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وسرت ھمھمة بين نفر من المسلمين تعاظمھم الأمر ،واستكثروا على الفتى الشاب ،أسامة بن زيد،
امارة جيش فيه شيوخ الأنصار وكبار المھاجرين..
وبلغ ھمسھم رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،فصعد المنبر ،وحمد ﷲ وأثنى عليه ،ثم قال:
" ان بعض الناس يطعنون في امارة أسامة بن زيد..
ولقد طعنوا في امارة أبيه من قبل..
وان كان أبوه لخليقا للامارة..
وان أسامة لخليق لھا..
وانه لمن أح ّب الناس ال ّي بعد أبيه..
واني لأرجو أن يكون من صالحيكم..
فاستوصوا به خيرا"..
وتوفى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم قبل أن يتح ّرك الجيش الى غايته ولكنه كان قد ترك وصيته
الحكيمة لأصحابه:
" أنفذوا بعث أسامة..
أنفذوا بعث أسامة"..
وھكذا ق ّدس الخليفة أبو بكر ھذه الوصاة ،وعلى الرغم من الظروف الجديدة التي خلفتھا وفاة الرسول،
فان الص ّديق أص ّر على انجاز وصيته وأمره ،فتح ّرك جيش أسامة الى غايته ،بعد أن استأذنه الخليفة في
أن يدع عمر ليبقى الى جواره في المدينة.
وبينما كان امبراطور الروم ھرقل ،يتلقى خبر وفاة الرسول ،تلقى في نفس الوقت خبر الجيش الذي يغير
على تخوم الشام بقيادة أسامة بن زيد ،فحيّره أن يكون المسلمون من القوة بحيث لا يؤثر موت رسولھم
في خططھم ومقدرتھم.
وھكذا انكمش الروم ،ولم يعودوا يتخذون من حدود الشام نقط وثوب على مھد الاسلام في الجزيرة
العربية.
وعاد الجيش بلا ضحايا ..وقال عنه المسلمون يومئذ:
" ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة"!!..
**
وذات يوم تلقى أسامة من رسول ﷲ درس حياته ..درسا بليغا ،عاشه أسامة ،وعاشته حياته كلھا منذ
غادرھم الرسول الى الرفيق الأعلى الى أن لقي أسامة ربه في أواخر خلافة معاوية.
قبل وفاة الرسول بعامين بعثه عليه السلام أميرا على سريّة خرجت للقاء بعض المشركين الذين
يناوئون الاسلام والمسلمين.
وكانت تلك أول امارة يتولاھا أسامة..
260