Page 262 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 262

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                                         ‫ھنالك أرسل الى الامام علي رسالة قال فيھا‪:‬‬
                                                                      ‫" انك لو كنت في شدق الأسد‪،‬‬
                                                                          ‫لأحببت أن أدخل معك فيه‪.‬‬
                                                                          ‫ولكن ھذا أمر لم أره"‪!!..‬‬

                                                          ‫ولزم داره طوال ھذا النزاع وتلك الحروب‪..‬‬
                                             ‫وحين حاءه بعض أصحابه يناقشونه في موقفه قال لھم‪:‬‬

                                                             ‫" لا أقاتل أحدا يقول لا اله الا ﷲ أبدا"‪.‬‬
                     ‫قال أحدھم له‪ :‬ألم بقل ﷲ‪ ) :‬وقاتلوھم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله (‪..‬؟؟‬

                                                                               ‫فأجابھم أسامة قائلا‪:‬‬
                          ‫" أولئك ھم المشركون‪ ،‬ولقد قاتلناھم حتى لم تكن فتنة وكان الدين كله "‪..‬‬

‫وفي العام الرابع والخمسين من الھجرة‪ ..‬اشتاق أسامة للقاء ﷲ‪ ،‬وتلملمت روحه بين جوانحه‪ ،‬تريد أن‬
                                                                            ‫ترجع الى وطنھا الأول‪..‬‬

                                           ‫وتفتحت أبواب الجنان‪ ،‬لتستقبل واحدا من الأبرار المتقين‪.‬‬

                                      ‫عبدالرحمن بن أبي بكر‬
                                         ‫بطل حتى النھاية‬

                                               ‫ھو صورة مبيّنة للخلق العربي بكل أعماقه‪ ،‬وأبعاده‪..‬‬
 ‫فبينما كان أبوه أول المؤمنين‪ ..‬والص ّديق الذي آمن برسوله ايمانا ليس من طراز سواه‪ ..‬وثاني اثنين اذ‬

                               ‫ھما في الغار‪..‬كان ھو صامدا كالصخر مع دين قومه‪ ،‬وأصنام قريش‪!!.‬‬
                                                   ‫وفي غزوة بدر‪ ،‬خرج مقاتلا مع جيش المشركين‪..‬‬

               ‫وفي غزوة أحد كان كذلك على رأس الرماة الذين جنّدتھم قريش لمعركتھا مع المسلمين‪..‬‬
                                               ‫وقبل أن يلتحم الجيشان‪ ،‬بدأت كالعادة جولة المبارزة‪..‬‬
                                              ‫ووقف عبدالرحمن يدعو اليه من المسلمين من يبارزه‪..‬‬

     ‫ونھض أبو أبو بكر الص ّديق رضي ﷲ عنه مندفعا نحوه ليبارزه‪ ،‬ولكن الرسول أمسك به وحال بينه‬
                                                                                 ‫وبين مبارزة ولده‪.‬‬

                                               ‫**‬

                               ‫ان العربي الأصيل لا يميزه شيء مثلما يميزه ولاؤه المطلق لاقتناعه‪..‬‬
  ‫اذا اقتنع بدين أو فكرة استبعده اقتناعه‪ ،‬ولم يعد للفكاك منه سبيل‪ ،‬اللھ ّم الا اذا ازاحه عن مكانه اقتناع‬

                                                         ‫جديد يملأ عقله ونفسه بلا زيف‪ ،‬وبلا خداع‪.‬‬
   ‫فعلى الرغم من اجلال عبدالرحمن أباه‪ ،‬وثقته الكاملة برجاحة عقله‪ ،‬وعظمة نفسه وخلقه‪ ،‬فان ولاءه‬

                                                                  ‫لاقتناعه بقي فارضا سيادته عليه‪.‬‬

                                                               ‫‪262‬‬
   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266   267