Page 266 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 266
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وأصلي وأنام.
وأتزوج النساء ،فمن رغب عن سنتي
فليس مني".
ولقد ع ّمر عبدﷲ بن عمرو طويلا ..ولما تقدمت به السن ووھن منه العظم كان يتذكر دائما نصح الرسول
فيقول:
" يا ليتني قبلت رخصة رسول ﷲ"..
**
ان مؤمنا من ھذا الطراز ليصعب العثور عليه في معركة تدور رحاھا بين جماعتين من المسلمين.
فكيف حملته ساقاه اذن من المدينة الى صفين حيث أخذ مكانا في جيش معاوية في صراعه مع الامام
علي..؟
الحق أن موقف عبدﷲ ھذا ،جدير بالتدبّر ،بقدر ما سيكون بعد فھمنا له جديرا بالتوقير والاجلال..
رأينا كيف كان عبدﷲ بن عمرو مقبلا على العبادة اقبالا كاد يش ّكل خطرا حقيقيا على حياته ،الأمر الذي
كان يشغل بال أبيه دائما ،فيشكوه الى رسول ﷲ كثيرا.
وفي المرة الأخيرة التي امره الرسول فيھا بالقصد في العبادة وحدد له مواقيتھا كان عمرو حاضرا ،فأخذ
الرسول يد عبدﷲ ،ووضعھا في يد عمرو ابن العاص أبيه ..وقال له:
" افعل ما أمرتك ،وأطع أباك".
وعلى الرغم من أن عبدﷲ ،كان بدينه وبخلق ،مطيعا لأبويه فقد كان أمر الرسول له بھذه الطريقة وفي
ھذه المناسبة ذا تأثير خاص على نفسه.
وعاش عبدﷲ بن عمرو عمره الطويل لا ينسى لحظة من نھار تلك العبارة الموجزة.
" افعل ما أمرتك ،وأطع أباك".
**
وتتابعت في موكب الزمن أعوام وأيام
ورفض معاوية بالشام أن يبايع عليا..
ورفض علي أن يذعن لتم ّرد غير مشروع.
وقامت الحرب بين طائفتين من المسلمين ..ومضت موقعة الجمل ..وجاءت موقعة صفين.
كان عمر بن العاص قد اختار طريقه الى جوار معاوية وكان يدرك مدى اجلال المسلمين لابنه عبدﷲ
ومدى ثقتھم في دينه ،فأراد أن يحمله على الخروج ليكسب جانب معاوية بذلك الخروجكثيرا..
كذلك كان عمرو يتفاءل كثيرا بوجود عبدﷲ الى جواره في قتا ،وھو لا ينسى بلاءه معه في فتوح الشام،
ويوم اليرموك.
فحين ھ ّم بالخروج الى صفين دعاه اليه وقال له:
يا عبدﷲ تھيأ للخروج ،فانك ستقاتل معنا..
266