Page 271 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 271

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                               ‫" ناد في الناس أن رسول ﷲ قد رضي عن أبي سفيان فارضوا عنه"‪..‬‬
‫لحظة زمن‪ ،‬يقول ﷲ لھا‪ :‬كوني مباركة‪ ،‬فتطوي آمادا وأبعادا من الشقوة والضلال‪ ،‬وتفتح أبواب رحمة‬

                                                                                   ‫ما لھا حدود‪!!..‬‬
                        ‫لقد كاد أبو سفيان يسلم‪ ،‬بعد أن رأى في بدر وھو يقاتل مع قريش ما حيّر لبّه‪..‬‬

                                      ‫ففي تلك الغزوة تخلّف أبو لھب وأرسل مكانه العاص بن ھشام‪..‬‬
         ‫وانتظر أبو لھب أخبار المعركة بفارغ الصبر وبدأت الأنباء تأتي حاملة ھزيمة قريش المنكرة‪..‬‬
 ‫وذات يوم‪ ،‬أ]و لھب مع تفر من القرشيين يحلسون عند زمزم‪ ،‬اذ أبصروا فارسا مقبلا فلما دنا منھم اذا‬
    ‫ھو‪ :‬أبو سفيان بن الحارث‪ ..‬ولم يمھله أبو لھب‪ ،‬فناداه‪ ":‬ھل ّم ال ّي يا بن أخي‪ .‬فعندك لعمري الخبر‪..‬‬

                                                                     ‫حدثنا كيف كان أمر الناس"؟؟‬
                                                                         ‫قال أبو سفيان بن الحارث‪:‬‬

 ‫" وﷲ نا ھو الا أن أن لقينا القوم حتى منحناھم أكتافنا‪ ،‬يقتلوننا كيف شاءوا‪ ،‬ويأسروننا كيف شاءوا‪..‬‬
  ‫وأيم ﷲ ما لمت قريشا‪ ..‬فلقد لقينا رجالا بيضا على خيل بلق‪ ،‬بين السماء والأرض‪ ،‬ما يشبھھا شيء‪،‬‬

                                                                        ‫ولا يقف أمامھا شيء"‪!!..‬‬
                               ‫وأبو سفيان يريد بھذا أن الملائكة كانت تقاتل مع الرسول والمسلمين‪..‬‬

                                                         ‫فما باله لم يسلم يومئذ وقد رأى ما رأى‪..‬؟؟‬
   ‫ان الشك طريق اليقين‪ ،‬وبقدر ما كانت شكوك أبي الحارث عنيدة وقوية‪ ،‬فان يقينه يوم يجيء سيكون‬

                                                                                       ‫صلبا قويا‪..‬‬
                                                 ‫ولقد جاء يوم يقينه وھداه‪ ..‬وأسلم رب العالمين‪..‬‬

                                               ‫**‬

‫ومن أولى لحظات اسلامه‪ ،‬راح يسابق الزمان عابدا‪ ،‬ومجاھدا‪ ،‬ليمحو آثار ما ضيه‪ ،‬وليع ّوض خسائره‬
                                                                                             ‫فيه‪..‬‬

                                                     ‫خرج مع الرسول فيما تلا فتح مكة من غزوات‪..‬‬
 ‫ويوم حنين‪ ،‬حيث نصب المشركون للمسلمين كمينا خطيرا‪ ،‬وانقضوا عليھم فجأة من حيث لا يحتسبون‬

      ‫انقضاضا وبيلا أطار صواب الجيش المسلم‪ ،‬فولّى أكثر أجناده الأدبار وثبت الرسول مكانه ينادي‪:‬‬
                                                                                ‫" ال ّي أيھا الناس‪..‬‬
                                                                                  ‫أنا النبي لا كذب‪..‬‬

                                                                             ‫انا ابن عبدالمطلب‪"..‬‬
                                   ‫في تلك اللحظة الرھيبة‪ ،‬كانت ھناك قلة لم تذھب بصوابھا المفاجأة‬

                                                     ‫وكان منھم أبو سفيان بن الحارث وولده جعفر‪..‬‬
    ‫ولقد كانأبو سفيان يأخذ بلجام فرس الرسول‪ ،‬وحين رأى ما رأى أدرك أن فرصته التي بحث عنھا قد‬

                                 ‫أھلت‪ ..‬تلك أن يقضي نحبه شھيدا في سبيل ﷲ‪ ،‬وبين يدي الرسول‪..‬‬
                       ‫وراح يتشبث بمقود الفرس بيسراه‪ ،‬ويرسل السيف في نحور المشركين بيمناه‪.‬‬

                               ‫وعاد المسلمون الى مكان المعركة حتى انتھت‪ ،‬وتملاه الرسول ثم قال‪:‬‬
                                                                 ‫" أخي أبو سفيان بن الحارث‪..‬؟؟"‬

                                                               ‫‪271‬‬
   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276