Page 276 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 276

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                              ‫**‬

    ‫ويوم قتل عثمان‪ ،‬رضي ﷲ عنه‪ ،‬أدرك المجاھد الشجاع أن أبواب الفتنة قد فتحت على المسلمين‪.‬‬
                 ‫وما كان له وھو الذي قضى عمره يقاتل بين اخوانه أن يتحول الى مقاتل ضد اخوانه‪..‬‬

      ‫أجل ان الرجل الذي حيّا الرسول مھارته في قتال المشركين‪ ،‬ليس من حقه أن يقاتل بھذه المھارة‬
                                                                                          ‫مسلما‪..‬‬

‫ومن ث ّم‪ ،‬فقد حمل متاعه وغادر المدينة الى الربدة‪ ..‬نفس المكان الذي اختاره أبو ذر من قبل مھاجرا له‬
                                                                                         ‫ومصيرا‪.‬‬

   ‫وفي ال ّربدة عاش سلمة بقية حياته‪ ،‬حتى كان يوم عام أربعة وسبعين من الھجرة‪ ،‬فأخذه السوق الى‬
                                                 ‫المدينة فسافر اليھا زائرا‪ ،‬وقضى بھا يوما‪ ،‬وثانيا‪..‬‬
                                                                            ‫وفي اليوم الثالث مات‪.‬‬

‫وھكذا ناداه ثراھا الحبيب الرطيب ليض ّمه تحت جوانحه ويؤويه مع من آوى قبله من الرفاق المباركين‪،‬‬
                                                                              ‫والشھداء الصالحين‪.‬‬

                                        ‫عبدﷲ بن الزبير‬
                                       ‫أي رجل وأي شھيد‬

      ‫كان جنينا مباركا في بطن أمه‪ ،‬وھي تقطع الصحراء اللاھبة مغادرة مكة الى المدينة على طريق‬
                                                                                   ‫الھجرة العظيم‪.‬‬

      ‫ھكذا ق ّدر لعبدﷲ بن الزبير أن يھاجر مع المھاجرين وھو لم يخرج الى الدنيا بعد‪ ،‬ولم تشقق عنه‬
                                                                                       ‫الأرحام‪!!..‬‬

   ‫وما كادت أمه أسماء رضي ﷲ عنھا وأرضاھا‪ ،‬تبلغ قباء عند مشارف المدينة‪ ،‬حتى جاءھا المخاض‬
‫ونزل المھاجر الجنين الى أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلھا المھلجرون من أصحاب رسول‬

                                                                                           ‫ﷲ‪!!..‬‬
 ‫وحمل أول مولود في الھجرة الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم في داره بالمدينة مقبّله وحنّكه‪ ،‬وكان‬

                                            ‫أول شيء دخل جوف عبدﷲ بن الزبير ريق النبي الكريم‪.‬‬
  ‫واحتشد المسلمون في المدينة‪ ،‬وحملوا الوليد في مھده‪ ،‬ثم ط ّوفوا به في شوارع المدينة كلھا مھللين‬

                                                                                          ‫مكبّرين‪.‬‬
 ‫ذلك أن اليھود حين نزل الرسول وأصحابه المدينة كبتوا واشتعلت أحقادھم‪ ،‬وبدؤا حرب الأعصاب ضد‬
‫المسلمين‪ ،‬فأشاعوا أن كھنتھم قد سحروا المسلمين وسلطوا عليھم العقم‪ ،‬فلن تشھد المدينة منھم وليدا‬

                                                                                           ‫جديدا‪..‬‬

                                                              ‫‪276‬‬
   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281