Page 267 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 267
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وأجابه عبدﷲ:
" كيف وقد عھد ال ّي رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ألا أضع سيفا في عنق مسلم أبدا..؟؟
وحاول عمرو بدھائه اقناعه بأنھم انما يريدون بخروجھم ھذا أن يصلوا الى قتلة عثمان وأن يثأروا لدمه
الزك ّي.
ثم ألقى مفاجأته الحاسمة قائلا لولده:
" أتذكر يا عبدﷲ ،آخر عھد عھده رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم حين أخذ بيدك فوضعھا في يدي وقال
لك :أطع أباك؟..
فاني أعزم عليك الآن أن تخرج معنا وتقاتل".
وخرج عبدﷲ بن عمرو طاعة لأبيه ،وفي عزمه الا يحمل سيفا ولا يقا مسلما..
ولكن كيف يتم له ھذا..؟؟
حسبه الآن أن يخرج مع أبيه ..أما حين تكون المعركة فلله ساعتئذ امر يقضيه!..
ونشب القتال حاميا ضاريا..
ويختاف المؤرخون فيما اذا كان عبدﷲ قد اشترك في بدايته أم لا..
ونقول :بدايته ..لأن القتال لم يلبث الا قليلا ،حتى وقعت واقعة جعلت عبدﷲ بن عمرو يأخذ مكانه جھارا
ض ّد الحرب ،وض ّد معاوية..
وذلك ان ع ّمار بن ياسر كان يقاتل مع عل ّي وكان ع ّمار موضع اجلال مطلق من أصحاب الرسول ..وأكثر
من ھذا ،فقد تنبأ في يوم بعيد بمصرعه ومقتله.
كان ذلك والرسول وأصحابه يبنون مسجدھم بالمدينة اثر ھجرتھم اليھا..
وكانت الأحجار عاتية ضخمة لا يطيق أشد الناس قوة أن يحمل منھا أكثر من حجر واحد ..لكن عمارا من
فرط غبطته وتشوته ،راح يحمل حجرين حجرين ،وبصر به الرسول فتملاه بعينين دامعتين وقال:
" ويح ابن سميّة ،تقتله الفئة الباغية".
سمع كل اصحاب رسول ﷲ المشتركين في البناء يومئذ ھذه النبوءة ،ولا يزالون لھا ذاكرين.
وكان عبدﷲ بن عمر أحد الذين سمعوا.
وفد بدء القتال بين جماعة عل ّي وجماعة معاوية ،كان ع ّمار يصعد الروابي ويح ّرض بأعلى صوته
ويصيح.
" اليوم نلقى الأحبة ،محمدا وصحبه".
وتواصى بقتله جماعة من جيش معاوية ،فسددوا نحوه رمية آثمة ،نقلته الى عالم الشھداء الأبرار.
وسرى النبأ كالريح أن ع ّمار قد قتل..
وانق ّض عبدﷲ بن عمرو ثائرا مھتاجا:
أوقد قتل عمار..؟
وأنتم قاتلوه..؟
اذن انتم الفئة الباغية.
أنتم المقاتلون على ضلالة!!..
وانطلق في جيش معاوية كالنذير ،يثبط عزائمھم ،ويھتف فيھم أنھم بغاة ،لأنھم قتلوا عمارا وقد تنبأ له
الرسول منذ سبع وعشرين سنة على ملأ من المسلمين بأنه ستقتله الفئة الباغية..
267

