Page 268 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 268
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وحملت مقالة عبدﷲ الى معاوية ،ودعا عمرا وولده عبدﷲ ،وقال لعمرو:
" ألا تكف عنا مجنونك ھذا..؟
قال عبدﷲ:
ما أنا بمجنون ولكني سمعت رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يقول لعمار :تقتلك الفئة الباغية.
فقال له معاوية:
فلم خرجت معنا:؟
قال عبدﷲ:
لأن رسول ﷲ أمرني أن أطيع أبي ،وقد أطعته في الخروج ،ولكني لا أقاتل معكم.
واذ ھما يتحاوران دخل على معاوية من يستأذن لقاتل عمار في الدخول ،فصاح عبدﷲ بن عمرو:
ائذن له وبشره بالنار.
وأفلتت مغايظ معوية على الرغم من طول أناته ،وسعة حلمه ،وصاح بعمرو :أو ما تسمع ما يقول..
وعاد عبدﷲ في ھدوء المتقين واطمئنانھم ،يؤكد لمعاوية أنه ما قال الا الحق ،وأن الذين قتلوا عمارا
ليسوا الا بغاة..
والتفت صوب أبيه وقال:
لولا أن رسول ﷲ أمرني بطاعتك ما سرت معكم ھذا المسير.
وخرج معاوية وعمرو يتفقدان جيشھما ،فر ّوعا حين سمعوا الناس جميعا يتحدثون عن نبوءة الرسول
لعمار:
تقتلك الفئة الباغية.
وأحس عمرو ومعاوية أن ھذه المھمة توشك أن تتحول الى نكوص عن معاوية وتم ّرد عليه ..ففكرا حتى
وجدا حيلتھما التي مضيا يبثانھا في الناس..
قالا:
نعم ان رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم قال لعمار ذات يوم:
تقتلك الفئة الباغية..
ونبوءة الرسول حق..
وھا ھو ذا عمار قد قتل..
فمن قتله..؟؟
انما قتله الذين خرجوا به ،وحملوه معھم الى القتال"!!..
وفي مثل ھذا الھرج يمكن لأي منطق أن ير ّوج ،وھكذا راج منطق معاوية وعمرو..
واستأنف الفريقان القتال..
وعاد عبدﷲ بن عمرو الى مسجده ،وعبادته..
**
وعاش حياته لا يملؤھا بغير مناسكه وتعبّده..
268