Page 253 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 253
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
لقد كان الذين اعتقلوه ،والذين ضربوه لا يعرفونه ولا يعرفون مكانته في قومه..
ولكن ،أتراھم كانوا تاركيه لو عرفوه..؟
ألم ينالوا بتعذيبھم سادة مكة الذين أسلموا..؟؟
ان قريشا في تلك الأيام كانت مجنونة ،ترى كل مقدرات جاھليتھا تتھيأ للسقوط تحت معاول الحق ،فلم
تعرف سوى اشفاء أحقادھا نھجا وسبيلا..
أحاط المشركون بسعد بن عبادة ضاربين ومعتدين..
ولندع سعدا يحكي لنا بقيّة النبأ:
" ..فوﷲ اني لفي أيديھم اذ طلع عل ّي نفر من قريش ،فيھم رجل وضيء ،أبيض ،شعشاع من الجرال..
فقلت في نفسي :ان يك عند أحد من القوم خير ،فعند ھذا.
فلما دنا مني رفع يده فلكمني لكمة شديدة..
فقلت في نفسي :لا وﷲ ،ما عندھم بعد ھذا من خير!!..
فوﷲ اني لفي أيديھم يسحبونني اذ أوى ال ّي رجل ممن كان معھم فقال :ويحك ،اما بينك وبين أحد من
قريش جوار..؟
قلت :بلى ..كنت أجير لجبير بن مطعم تجارة ،وأمنعھم ممن يريد ظلمھم ببلادي ،وكنت أجير للحارث بن
حرب بن أميّة..
قال الرجل :فاھتف باسم الرجلين ،واذكر ما بينك وبينھما من جوار ،ففعات..
وخرج الرجل اليھما ،فأنبأھما أن رجلا من الخزرج يضرب بالأبطح ،وھو يھتف باسميھما ،ويذكر أن
بينه وبينھما جوارا..
فسألاه عن اسمي ..فقال سعد بن عبادة..
فقالا :صدقا وﷲ ،وجاءا فخلصاني من أيديھم".
غادر سعد بعد ھذا العدوان الذي صادفه في أوانه ليعلم كم تتسلح قريش بالجريمة ض ّد قوم عزل،
يدعون الى الخير ،والحق والسلام..
ولقد شحذ ھذا العدوان ،وقرر أن يتفانى في نصرة رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،والأصحاب
والاسلام..
**
ويھاجر رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم الى المدينة ..ويھاجر قبله أصحابه..
وھناك س ّخر سعد أمواله لخدمة المھاجرين..
كان سعد جوادا بالفطرة وبالوراثة..
فھو ابن عبادة بن دليم بن حارثة الذي كانت شھرة جوده في الجاھلية أوسع من كل شھرة..
ولقد صار جود سعد في الاسلام آية من آيات ايمانه القوي الوثيق..
قال الرواة عن جوده ھذا:
" كانت جفنة سعد تدور مع النبي صلى اله عليه وسلم في بيوته جميعا"..
وقالوا:
253