Page 302 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 302

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                              ‫وحين نزل مكة‪ ،‬سارع الى دار الرسول تحدوه أشواقه‪..‬‬
                                                                                       ‫وقال للنبي‪:‬‬

                                                                                  ‫" يا رسول ﷲ‪..‬‬
                                  ‫انه ق غلبني على دوس الزنى‪ ،‬والربا‪ ،‬فادع ﷲ أن يھلك دوسا"‪!!..‬‬
                      ‫وكانت مفاجأة أذھلت الطفيل حين رأى الرسول يرفع كفيه الى السماء وھو يقول‪:‬‬

                                                           ‫" اللھم اھد دوسا وأت بھم مسلمين"‪!!..‬‬
                                                                       ‫ثم التفت الى الطفيل وقال له‪:‬‬

                                                            ‫" ارجع الى قومك فادعھم وارفق بھم"‪.‬‬

     ‫ملأ ھذا المشھد نفس الطفيل روعة‪ ،‬وملأ روحه سلاما‪ ،‬وحمد اله أبلغ الحمد أن جعل ھذا الرسول‬
                                       ‫الانسان الرحيم معلمه وأستاذه‪ .‬وأن جعل الاسلام دينه وملاذه‪.‬‬

‫ونھض عائدا الى أرضه وقومه وھناك راح يدعوھم الى الاسلام في أناة ورفق‪ ،‬كما أوصاه الرسول عليه‬
                                                                                           ‫السلام‪.‬‬

 ‫وخلال الفترة التي قضاھا بين قومه‪ ،‬كان الرسول قد ھاجر الى المدينة وكانت قد وقعت غزوة بدر‪ ،‬أحد‬
                                                                                         ‫والخندق‪.‬‬

‫وبينما رسول ﷲ في خيبر بعد أن فتحھا ﷲ على المسلمين اذا موكب حافل ينتظم ثمانين اسرة من دوس‬
                                                               ‫أقبلوا على الرسول مھللين مكبّرين ‪..‬‬
                                                                      ‫وبينما جلسوا يبايعون تباعا‪..‬‬

   ‫ولما فرغوا من مشھدھم الحافل‪ ،‬وبيعتھم المباركة جلس الطفيل بن عمرو مع نفسه يسترجع ذكرياته‬
                                                                      ‫ويتأمل خطاه على الطريق‪!!..‬‬

                                      ‫تذكر يوم قدوم الرسول يسأله أن يرفع كفيه الى السماء ويقول‪:‬‬
                                       ‫اللھم اھلك دوسا‪ ،‬فاذا ھو يبتھل بدعاء آخر أثار يومئذ عجبه‪..‬‬

                                                                                          ‫ذلك ھو‪:‬‬
                                                           ‫" اللھم اھد دوسا وأت بھم مسلمين"‪!!..‬‬

                                                                              ‫ولقد ھدى ﷲ دوسا‪..‬‬
                                                                               ‫وجاء بھم مسلمين‪..‬‬
 ‫وھا ھم أولاء‪ ..‬ثمانون بيتا‪ ،‬وعائلة منھم‪ ،‬يشكلون أكثرية أھلھا‪ ،‬يأخذون مكانھم في الصفوف الطاھرة‬
                                                                            ‫خلف رسول ﷲ الأمين‪.‬‬

                                               ‫**‬

                                                      ‫ويواصل الطفيل عمله مع الجماعة المؤمنة‪..‬‬
‫ويوم فتح مكة‪ ،‬كان يدخلھا مع عشرة آلاف مسلم لا يثنون أعطافھم زھوا وصلفا‪ ،‬بل يحنون جباھھم في‬

                                       ‫خشوع واذلال‪ ،‬شكرا الذي أثابھم فتحا قريبا‪ ،‬ونصرا مبينا‪..‬‬
       ‫ورأى الطفيل رسول ﷲ وھو يھدم أصنام الكعبة‪ ،‬ويطھرھا بيده من ذلك الرجس الذي طال مداه‪..‬‬

                                                               ‫‪302‬‬
   297   298   299   300   301   302   303   304   305   306   307