Page 305 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 305
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وكان مما أمرنا به الاعذار الى الناس ،فنحن ندعوكم الى الاسلام..
فمن أجابنا ،فھو منا ،له ما لنا وعليه ما علينا..
ومن لم يجبنا الى الاسلام ،عرضنا عليه الجزية أي الضرائب وبذلنا له الحماية والمنعة..
ولقد أخبرنا نبينا أن مصر ستفتح علينا ،وأوصانا بأھلھا خيرا فقال ":ستفتح عليكم بعدي مصر،
فاستوصوا بقبطھا خيرا ،فان لھم ذ ّمة ورحما"..
فان أجبتمونا الى ما ندعوكم اليه كانت لكم ذمة الى ذمة"...
وفرغ عمرو من كلماته ،فصاح بعض الأساقفة والرھبان قائلا:
" ان الرحم التي أوصاكم بھا نبيّكم ،لھي قرابة بعيدة ،لا يصل مثلھا الا الأنبياء"!!..
وكانت ھذه بداية طيبة للتفاھم المرجو بين عمرو أقباط مصر ..وان يكن قادة الرومان قد حاولوا العمل
لاحباطھا..
**
وعمرو بن العاص لم يكن من السابقين الى الاسلام ،فقد أسلم مع خالد بن الوليد قبيل فتح مكة بقليل..
ومن عجب أن اسلامه بدأ على يد النجاشي بالحبشة وذلك أن النجاشي يعرف عمرا ويحترمه بسبب
تردده الكثير على الحبشة والھدايا الجزيلة التي كان يحملھا للنجاشي ،وفي زيارته الأخيرة لتلك البلاد
جاء ذكر لرسول الذي يھتف بالتوحيد وبمكارم الأخلاق في جزيرة العرب..
وسأل عاھل الحبشة عمرا ،كيف لم يؤمن به ويتبعه ،وھو رسول من ﷲ حقا..؟؟
وسأل عمرو النجاشي قائلا:
" أھو كذلك؟؟"
وأجابه النجاشي:
" نعم ،فأطعني يا عمرو واتبعه ،فانه وﷲ لعلى الحق ،وليظھر ّن على من خالفه"..؟!
وركب عمرو ثبج البحر من فوره ،عائدا الى بلاده ،ومي ّمما وجھه شطر المدينة ليسلم رب العالمين..
وفي الطريق المقضية الى المدينة التقى بخالد بن الوليد قادما من مكة ساعيا الى الرسول ليبايعه على
الاسلام..
ولك يكد الرسول يراھما قادمين حتى تھلل وجھه وقال لأصحابه:
" لقد رمتكم مكة بأفلاذ أكبادھا"..
وتقدم خالد فبايع..
ثم تقدم عمرو فقال:
" اني أبايعك على أن يغفر ﷲ لي ما تق ّدم من ذنبي"..
فأجابه الرسول عليه السلام قائلا:
" يا عمرو..
بايع ،فان الاسلام يج ّب ما كان قبله"..
وبايع عمرو ووضع دھاءه وشجاعته في خدمة الدين الجديد.
وعندما انتقل الرسول الى الرفيق الأعلى ،كان عمرو واليا على عمان..
وفي خلافة عمر أبلى بلاءه المشھود في حروب الشام ،ثم في تحرير مصر من حكم الرومان.
305