Page 303 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 303
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وتذكر الدوسي من فوره صنما كان لعمرو بن حممة .طالما كان عمرو ھذا يصطحبه اليه حين ينزل
ضيافته ،فيتخ ّشع بين يديه ،ويتض ّرع اليه!!..
الآن حانت الفرصة ليمحو الطفيل عن نفسه اثم تلك الأيام ..ھنالك تقدم من الرسول عليه الصلاة والسلام
يستأذنه في أن يذھب ليحرق صنم عمرو بن حممة وكان ھذا الصنم يدعى ،ذا الكفين ،وأذن له النبي
عليه السلام..
ويذھب الطفيل ويوقد عليه النار ..وكلما خبت زادھا ضراما وھو ينشد ويقول:
يا ذا الكفين لست من عبّادكا
ميلادنا أقدم من ميلادكا!!
اني حشوت النار في فؤادكا
وھكذا عاش مع النبي يصلي وراءه ،ويتعلم منه ،ويغزو معه.
وينتقل الرسول الى الرفيق الأعلى ،فيرى الطفيل أن مسؤوليته كمسلم لم تنته بموت الرسول ،بل انھا
لتكاد تبدأ..
وھكذا لم تكد حروب الردة تنشب حتى كان الطفيل يش ّمر لھا عن ساعد وساق ،وحتى كان يخوض
غمراتھا وأھوالھا في حنان مشتاق الى الشھادة..
اشترك في حروب الردة حربا ..حربا..
وفي موقعة اليمامة خرج مع المسلمين مصطحبا معه ابنه عمرو بن الطفيل".
ومع بدء المعركة راح يوضي ابنه أن يقاتل جيش مسيلمة الكذاب قتال من يريد الموت والشھادة..
وأنبأه أنه يحس أنه سيموت في ھذه المعركة.
وھكذا حمل سيفه وخاض القتال في تفان مجيد..
لم يكن يدافع بسيفه عن حياته.
بل كان يدافع بحياته عن سيفه.
حتى اذا مات وسقط جسده ،بقي السيف سليما مرھفا لتضرب به يد أخرى لم يسقط صاحبھا بعد!!..
وفي تلك الموقعة استشھد الطفيل الدوسي رضي ﷲ عنه..
وھو جسده تحت وقع الطعان ،وھو يل ّوح لابنه الذي لم يكن يراه وسط الزحام!!..
يل ّوح له وكأنه يھيب به ليتبعه ويلحق به..
ولقد لحق به فعلا ..ولكن بعد حين..
ففي موقعة اليرموك بالشام خرج عمرو بن الطفيل مجاھدا وقضى نحبه شھيدا..
وكان وھو يجود بأنفاسه ،يبسط ذراعه اليمنى ويفتح كفه ،كما لو كان سيصافح بھا أحدا ..ومن
يدري..؟؟
لعله ساعتئذ كان يصافح روح أبيه!!..
عمرو بن العاص
مح ّرر مصر من الرومان
كانوا ثلاثة في قريش ،اتبعوا رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم بعنف مقاومتھم دعوته وايذائھم أصحابه..
303