Page 78 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 78
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
**
وجاءت غزوة أحد...
والتقى الجيشان .وتوسط حمزة أرض الموت والقتال ،مرتديا لباس الحرب ،وعلى صدره ريشة النعام
التي تع ّود أن يزيّن بھا صدره في القتال..
وراح يصول ويجول ،لا يريد رأسا الا قطعه بسيفه ،ومضى يضرب في المشركين ،وكأن المنايا طوع
أمره ،يقف بھا من يشاء فتصيبه في صميمه!!.
وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم ..وحتى أخذت فلول قريش تنسحب مذعورة ھاربة..
ولولا أن ترك الرماة مكانھم فوق الجبل ،ونزلوا الى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المھزوم ..لولا
تركھم مكانھم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلھا ،رجالھا،
ونسائھا بل وخيلھا وابلھا!!..
لقد دھم فرسانھا المسلمين من ورائھم على حين غفلة ،واعملوا فيھم سيوفھم الظامئة المجنونة..
وراح المسلمون يجمعون أنفسھم من جديدو ويحملون سلاحھم الذي كان بعضھم قد وضعه حين رأى
جيش محمد ينسحب ويولي الأدبار ..ولكن المفاجأة كانت قاسية عنيفة.
ورأى حمزة ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه..
وأخذ يضرب عن يمينه وشماله ..وبين يديه ومن خلفه ..ووحش ّي ھناك يراقبه ،ويتحيّن الفرصة الغادرة
ليوجه نحنوه ضربته..
ولندع وحشا يصف لنا المشھد بكلماته:
] ..وكنت جلا حبشيا ،أقذف بالحربة قذف لحبشة ،فقلما أخطئ بھا شيئا ..فلما التقى الانس خرجت أنظر
حمزة وأتب ّصره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق ..يھ ّد الناس بسيفه ھ ّدا ،ما يقف امامه
شيء ،فوﷲ اني لأتھيأ له أريده ،وأستتر منه بشجرة لأقتحمه أو ليدنو مني ،اذ تق ّدمني اليه سباع بن
عبد العزى .فلما رآه حمزة صاح به :ھل ّم ال ّي يا بن مقطّعة البظرو .ثم ضربه ضربة فما أخطأ رأسه..
عندئذ ھززت حربتي حتى اذا رضيت منھا دفعتھا فوقعت في ثنّته حتى خرجت من بين رجليه ..ونھض
نحوي فغلب على امره ثم مات..
وأتيته فأخذت حربتي ،ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه ،اذ لم يكن لي فيه حاجة ،فقد قتلته لأعتق[..
ولا بأس في أن ندع وحشيا يكمل حديثه:
]فلما قدمت مكة أعتقت ،ثم أقمت بھا حتى دخلھا رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يوم الفتح فھربت الى
الطائف..
فلما خرج وفد الطائف الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ليسلم تعيّت عل ّي المذاھب .وقلت :الحق
بالشام أو اليمن أو سواھا..
فوﷲ اني لفي ذلك من ھمي اذ قال لي رجل :ويحك !..ان رسول اله ،وﷲ لا يقتل أحد من الناس يدخل
دينه..
78