Page 77 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 77

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

‫عتبة‪ ..‬والنفر بن الحارث‪ ..‬والعاص بن سعيد‪ ..‬وطعمة ابن عد ّي‪ ..‬وعشرات مثلھم من رجال قريش‬
                                                                                       ‫وصناديدھا‪.‬‬

‫وما كانت قريش لتتج ّرع ھذه الھزيمة المنكرة في سلام‪ ...‬فراحت تع ّد ع ّدتھا وتحشد بأسھا‪ ،‬لتثأر لنفسھا‬
                                                   ‫ولشرفھا ولقتلاھا‪ ..‬وص ّممت قريش على الحرب‪..‬‬

                                               ‫**‬

‫وجاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيھا‪ ،‬ومعھا حلفاؤھا من قبائل العرب‪ ،‬وبقيادة أبي‬
                                                                                 ‫سفيان مرة أخرى‪.‬‬

‫وكان زعماء قريش يھدفون بمعركتھم الجديدة ھذه الى رجلين اثنين‪ :‬الرسول صلى اله عليه وسلم‪،‬‬
                                                                    ‫وحمزة رضي ﷲ عنه وأرضاه‪..‬‬

‫أجل والذي كان يسمع أحاديثھم ومؤامراتھم قبل الخروج للحرب‪ ،‬يرى كيف كان حمزة بعد الرسول بيت‬
                                                                           ‫القصيد وھدف المعركة‪..‬‬

‫ولقد اختاروا قبل الخروج‪ ،‬الرجل الذي وكلوا اليه أمر حمزة‪ ،‬وھو عبد حبشي‪ ،‬كان ذا مھارة خارقة‬
‫في قذف الحربة‪ ،‬جعلوا كل دوره في المعركة أن يتصيّد حمزة ويص ّوب اليه ضربة قاتلة من رمحه‪،‬‬

             ‫وحذروه من أن ينشغل عن ھذه الغاية بشيء آخر‪ ،‬مھما يكن مصير المعركة واتجاه القتال‪.‬‬
‫ووعدوه بثمن غال وعظيم ھو حريّته‪ ..‬فقد كان الرجل واسمه وحشي عبدا لجبير بن مطعم‪ ..‬وكان عم‬

                                                        ‫جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير"‬
                                             ‫" اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق"‪!!..‬‬
         ‫ثم أحالوه الى ھند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا الى الھدف الذي يريدون‪..‬‬
‫وكانت ھند قد فقدت في معركة بدر أباھا‪ ،‬وعمھا‪ ،‬وأخاھا‪ ،‬وابنھا‪ ..‬وقيل لھا ان حمزة ھو الذي قتل‬

                                                           ‫بعض ھؤلاء‪ ،‬وأجھز على البعض الآخر‪..‬‬
‫من أجل ھذا كانت أكثر القرشيين والقرشيّات تحريضا على الخروج للحرب‪ ،‬لا لشيء الا لتظفر برأس‬

                                                     ‫حمزة مھما يكن الثمن الذي تتطلبه المغامرة‪!!..‬‬
‫ولقد لبثت أياما قبل الخروج للحرب‪ ،‬ولا عمل لھا الا افراغ كل حقدھا في صدر وحشي ورسم الدور الذي‬

                                                                                 ‫عليه أن يقوم به‪..‬‬

‫ولقد وعدته ان ھو نجح في قال حمزة بأثمن ما تملك المرأة من متاع وزينة‪ ،‬فلقد أمسكت بأناملھا‬
‫الحاقدة قرطھا اللؤلؤي الثمين وقلائدھا الذھبية التي تزدحم حول عنقھا‪ ،‬ثم قالت وعيناھا تح ّدقان في‬

                                                                                           ‫وحشي‪:‬‬
                                                                  ‫" كل ھذا لك‪ ،‬ان قتلت حمزة"‪!!..‬‬
‫وسال لعاب وحشي‪ ،‬وطارت خواطره ت ّواقة مشتاقة الى المعركة التي سيربح فيھا حريّته‪ ،‬فلا يصير بعد‬
‫عبدا أو رقيقا‪ ،‬والتي سيخرج منھا بكل ھذا الحلي الذي يزيّن عنق زعيمة نساء قريش‪ ،‬وزوجة زعيمھا‪،‬‬

                                                                                   ‫وابنة سيّدھا‪!!..‬‬
               ‫كانت المؤمرة اذن‪ ..‬وكانت الحرب كلھا تريد حمزة رضي ﷲ عنه بشكل واضح وحاسم‪..‬‬

                                                                ‫‪77‬‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82