Page 76 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 76
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وھكذا فرضت عليه استقامة ضميره ،ونزاھة تفكيره أن يخضع المسألأة كلھا من جديد لتفكر صارم
ودقيق..
وبدأ الانسلاخ من ھذا التاريخ م\كله ..وھذا الدين القديم العريق ،ھ ّوة تتعاظم مجتازھا..
وعجب حمزة كيف يتسنى لانسان أن يغادر دين آبائه بھذه السھولة وھذه السرعة ..وندم على ما فعل..
ولكنه واصل رحلة العقل ..ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ الى الغيب بكل اخلاصه وصدقه..
وعند الكعبة ،كان يستقبل السماء ضارعا ،مبتھلا ،مستنجدا بكل ما في الكون من قدرة ونور ،كي يھتدي
الى الحق والى الطريق المستقيم..
ولنضع اليه وھو يروي بقية النبأ فيقول:
" ..ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي ..وبت من الشك في أمر عظيم ،لا أكتحل بنوم..
ثم أتيت الكعبة ،وتض ّرعت تاة ﷲ أن يشرح صدري للحق ،ويذھب عني الريب ..فاستجاب ﷲ لي وملأ
قلبي يقينا..
وغدوت الى رسول ﷲ صلى الل عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري ،فدع ﷲ أن يثبت قلبي على
دينه"..
وھكذا أسلم حمزة اسلام اليقيم..
**
أعز ﷲ الاسلام بحمزة..ز ووقف شامخا قويا يذود عن رسول ﷲ ،وعن المستضعفين من أصحابه..
ورآه أبو جھل يقف في صفوف المسلمين ،فأدرك أنھا الحرب لا محالة ،وراح يح ّرض قريشا على انزال
الأذى بالرسول وصحبه ،ومضى يھيء لحرب أھليّة يشفي عن طرقھا مغايظة وأحقاده..
ولم يستطع حمزة أن يمنع كل الأذى ولكن اسلامه مع ذلك كان وقاية ودرعا ..كما كان اغراء ناجحا لكثير
من القبائل التي قادھا اسلام حمزة أولا .ثم اسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك الى الاسلام فدخلت فيه
أفواجا!!..
ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته ،وبأسه ،وحياته ،ولدينه حتى خلع النبي عليه ھذا اللقب العظيم:
"أسد ﷲ ،وأسد رسوله"..
وأول سرية خرج فيھا المسلمون للقاء عدو ،كان أميرھا حمزة..
وأول راية عقدھا رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة..
ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر ،كان أسد ﷲ ورسوله ھناك يصنع الأعاجيب!!..
**
وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في ھزيمتھا وخيبتھا ...ورجع أبو سفيان مخلوع القلب،
مطأطئ ال}اس .وقد خلّف على أرض المعركة جثث سادة قريش ،من أمثال أبي جھل ..وعتبة بن ربيعة،
وشيبة بن ربيعة ،وأميّة بن خلف .وعقبة بن أبي معيط ..والأسود بن عبدﷲ المخزومي ،والوليد بن
76