Page 92 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 92
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ويقول رضي ﷲ عنه:
" ان اله تعالى بعث محدا صلى ﷲ عليه وسلم ،فدعا الانس من الضلالة الى الھدى ،ومن الكفر الى
الايمان ،فاستجاب له من استجاب ،فحيي بالحق من كان ميتا...
ومات بالباطل من كان حيا..
ثم ذھبت النبوة وجاءت الخلافة على مناھجھا..
ثم يكون ملكا عضوضا!!..
فمن الانس من ينكر بقلبه ،ويده ولسانه ..أولئك استجابوا لحق..
ومنھم من ينكر بقلبه ولسانه ،كافا يده ،فھذا ترك شعبة من الحق..
ومنھم من ينكر بقلبه ،كافا يده ولسانه ،فھذا ترك شعبتين من الحق..
ومنھم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه ،فذلك ميّت الأحياء"!...
ويتح ّدث عن القلوب وعن حياة الھدى والضلال فيھا فيقول:
" القلوب أربعة:
قلب أغلف ،فذلك قلب الكافر..
وقلب مصفح ،فذلك قلب المنافق..
وقلب أجرد ،فيه سراج يزھر ،فذلك قلب المؤمن..
وقلب فيه نفاق وايمان ،فمثلالايمان كمثل شجرة يمدھا ماء طيب ..ومثل النفاق كقرحة يم ّدھا قيح ودم:
فأيھما غلب ،غلب"!!...
وخبرة حذيفة بالشر ،واصراره على مقاومته وتح ّديه ،أكسبا لسانه وكلماته شيئا من الح ّدة ،وينبأ ھو
بھذا في شجاعة نبيلة:
فيقول:
" جئت النبي صلى ﷲ عليه وسلم فقلت :يا رسول ﷲ ،ان لي لسانا ذربا على أھلي ،وأخشى أن يدخلني
النار..
فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام :فأين أنت من الاستغفار..؟؟ اني لأستغفر ﷲ في اليوم مائة مرة"...
**
ھذا ھو حذيفة عدو النفاق ،صديق الوضوح..
ورجل من ھذا الطراز ،لا يكون ايمانه الا وثيقا ..ولا يكون ولاؤه الا عميقا ..وكذلكم كان حذيفة في ايمانه
وولائه..
لقد رأى أباه المسلم يصرع يوم أحد..وبأيد مسلمة ،قتلته خطأ وھي تحسبه واحدا من المشريكن!!..
وكان حذيفة يتلفت مصادفة ،فرأى السيوف تنوشه ،فصاح في ضاربيه :أبي ...أبي ..انه أبي!!..
لكن القضاء كان قد حم..
وحين عرف المسلمون ،تولاھم الحزن والوجوم ..لكنه نظر اليھم نظرة اشفاق ومغفرة ،وقال:
92