Page 97 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 97
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
**
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج الى حيث علم أن آل ياسر يعذبون..
ولم يكن ٮنذاك يملك من أسباب المقاومة ودفع الأذى شيئا..
وكانت تلك مشيئة ﷲ..
فالدين الجديد ،ملة ابراھيم حنيفا ،الدين الذي يرفع محمد لواءه ليس حركة اصلاح عارضة عابرة..
وانما ھو نھج حياة للبشرية المؤمنة ..ولا بد للبشربة المؤمنة ھذه أن ترث مع الدين تاريخه بكل تاريخه
بكا بطولاته ،وتضحياته ومخاطراته...
ان ھذه التضحيات النبيلة الھائلة ،ھي الخرسانة التي تھب الدبن والعقيدة ثباتا لا يزول ،وخلودا لا
يبلى!!!..
انھا العبير يملأ أفئدة المؤمنين ولاء ،وغبطة وحبورا.
وانھا المنار الذي يھدي الأجيال الوافدة الى حقيقة الدين ،وصدقه وعظمته..
وھكذا لم يكن ھناك بد من أن يكون للاسلام تضحياته وضحاياه ،ولقد أضاء القرآن الكريم ھذا المعنى
للمسلمين في أكثر من آية...
فھو يقول:
)أحسب الناس أن يتركوا ،أن يقولوا آمنّا ،وھم لا يفتنون(؟!
)أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ،ول ّما يعلم ﷲ الذين جاھدوا منكم ،ويعلم الصابرين(؟
)ولقد فتنّا الذين من قبلھم ،فليعلم ّن ﷲ الذين صدقوا ،وليعلم ّن الكاذبين(.
)أم حسبتم أن تتركوا ،ولما يعلم ﷲ الذين جاھدوا منكم(..
)ما كان ﷲ ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب(..
)وما أصابكم يوم التقى الجمعان ،فباذن ﷲ ،وليعلم المؤمنين(.
أجل ھكذا علم القرآن حملته وأبناءه ،أن التضحية جوھر الايمان ،وأن مقاومة التحديّات الغاشمة
الظالمة بالثبات وبالصبر وبالاصرار ..انما تش ّكل أبھى فضائل الايمان وأروعھا..
ومن ث ّم فان دين ﷲ ھذا وھو يضع قواعده ،ويرسي دعائمه ،ويعطي مثله ،لا بد له أن يدعم وجوده
بالتضحية ،ويز ّكي نفسه بالفداء ،مختارا لھذه المھمة الجليلة نفرا من أبنائه وأوليائه وأبراره يكنون
قدوة سامقة ومثلا عاليا للمؤمنين القادمين.
ولقد كانت سميّة ..وكان ياسر ..وكان ع ّمار من ھذه الثلة المباركة العظيمة التي اھتارتھا مقادير الاسلام
لتصوغ من تضحياتھا وثباتھا واصراراھا وثيقة عظمته وخلوده..
97