Page 102 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 102
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
يدأب فيھا قائما وقاعدا
ومن يرى الغبار عنه حائدا
انھا خلايا تعمل ..انھم جنوده ،يحملون لواءه ،ويرفعون بناءه..
ورسوله الطيّب الأمين معھم ،يحمل من الحجارة أعتاھا ،ويمارس من العمل أشقه ..وأصواتھم المغ ّردة
تحكي غبطة أنفسھم الراضية المخبتة..
والسماء من فوقھم تغبط الأرض التي تحملھم فوق ظھرھا ..والحياة المتھللة تشھد أبھى أعيادھا!!..
وعمار بن ياسر ھناك وسط المھرجان الحافل يحمل الحجارة الثقيلة من منحتھا الى مستق ّرھا...
ويبصره الرحمة المھداة محمد رسول ﷲ ،فيأخذه اليه حنان عظيم ،ويقترب منه وينفض بيده البا ّرة
الغبار الذي كسى رأسه ،ويتأ ّمل وجھه الوديع المؤمن بنظرات ملؤھا نور ﷲ ،ثم يقول على ملأ من
أصحابه جميعا:
" ويح ابن سميّة !!..تقتله الفئة الباغية"...
وتتكرر النبوءة م ّرة أخرى حين يسقط جدار كان يعمل تحته ،فيظن بعض اخوانه أنه قد مات ،فيذھب
ينعاه الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،ويف ّزع الأصحاب من وقع النبأ ..لكن رسول ﷲ صلى ﷲ عليه
وسلم يقول في طمأنينة وثقة:
" ما مات ع ّمار تقتله الفئة الباغية"..
فمن تكون ھذه الفئة يا ترى..؟؟
ومتى..؟ وأي..؟
لقد أصغى ع ّمار للنبوءة اصغاء من يعرف صدق البصيرة التي يحملھا رسوله العظيم..
ولكنه لم ير ّوع ..فھو منذ أسلم ،وھو مر ّشح للموت والشھادة في كل لحظة من ليل أو نھار...
ومضت الأيام ..والأعوام..
ذھب الرسول صلى ﷲ عليه وسلم الى الرفيق الأعلى ..ثم لحق به الى رضوان ﷲ أبو بكر ..ثم لحق بھما
الى رضوان ﷲ عمر..
وولي الخلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي ﷲ عنه..
وكانت المؤمرات ض ّد الاسلام تعمل عملھا االمستميت ،وتحاول أن تربح بالغدر واثارة الفتن ما خسرته
في الحرب..
وكان مقتل عمر أول نجاح أحرزته ھذه المؤامرات التي أخذت تھ ّب على المدينة كريح السموم من تلك
البلاد التي د ّمر الاسلام ملكھا وعروشھا..
وأغراھا استشھاد عمر على مواصلة مساعيھا ،فألّبت الفتن وأيقظتھا في معظم بلاد الاسلام..
ولعل عثمان رضي ﷲ عنه ،لم يعط الأمور ما تستحقه من الاھتمام والحذر ،فوقعت الواقعة واستشھد
عثمان رضي ﷲ عنه ،وانفتحت على المسلمين أبواب الفتنة ..وقام معاوية ينازع الخليفة الجديد عليّا
ك ّرم ﷲ وجھه حقه في الأمر ،وفي الخلافة...
102