Page 105 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 105

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

‫واليوم يقاتلون الأمويين لانحرافھم بالدين‪ ،‬وزيغھم عن القرآن الكريم واساءتھم تأويله وتفسيره‪،‬‬
                                           ‫ومحاولتھم تطويع آياته ومراميه لأغراضھم وأطماعھم‪!!..‬‬

‫كان ابن الثالثة والتسعين‪ ،‬يخوض آخر معارك حياته المستبسلة الشامخة‪ ..‬كان يلقن الحياة قبل أن‬
      ‫يرحل عنھا آخر دروسه في الثبات على الحق‪ ،‬ويترك لھا آخر مواقفه العظيمة‪ ،‬الشريفة المعلمة‪..‬‬

‫ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا ع ّمار ما استطاعوا‪ ،‬حتى لا تقتله سيفھم فيتبيّن للناس أنھم الفئة‬
                                                                                          ‫الباغية‪..‬‬

‫بيد أن شجاعة عمار الذي كان يقتل وكأنه جيش واحد‪ ،‬أفقدتھم صوابھم‪ ،‬فأخذ بعض جنود معاوية‬
                                            ‫يتحيّنون الفرصة لاصابته‪ ،‬حتى اذا تم ّكنوا منه أصابوه‪...‬‬

                                               ‫**‬

‫كان جيش معاويبة ينتظم من كثيرين من المسلمين الجدد‪ ..‬الذين أسلموا على قرع طبول الفتح‬
‫الاسلامي في البلاد الكثيرة التي حررھا الاسلام من سيطرة الروم والفرس‪ ..‬وكان أكثر ھؤلاء وقود‬
‫الحرب التي سببھا تم ّرد معاوية ونكوصه على بيعة علي‪ ..‬الخليفة‪ ،‬والامام‪ ،‬كانوا وقودھا وزيتھا الذي‬

                                                                                   ‫يزيدھا اشتعالا‪..‬‬
‫وھذا الخلاف على خطورته‪ ،‬كان يمكن أن ينتھي بسلام لو ظلت الأمور بأيدي المسلمين الأوائل‪ ..‬ولكنه‬
‫لم يكد يتخذ أشكاله الحادة حتى تناولته أيد كثيرة لا يھمھا مصير الاسلام‪ ،‬وذھبت تذكي النار وتزيدھا‬

                                                                                          ‫ضراما‪..‬‬
‫شاع في الغداة خبر مقتل عمار وذھب المسلمون يتناقل بعضھم عن بعض نبوءة رسول ﷲ صلى ﷲ‬

                    ‫عليه وسلم التي سمعھا أصحابه جميعا ذات يوم بعيد‪ ،‬وھم يبنون المسجد بالمدينة‪..‬‬
                                                            ‫" ويح ابن سمية‪ ،‬تقتله الفئة الباعغية"‪.‬‬

      ‫وعرف الناس الآن من تكون الفئة الباغية‪ ..‬انھا الفئة التي قتلت ع ّمارا‪ ..‬وما قتله الا فئة معاوية‪..‬‬

                                                                  ‫وازداد أصحاب عل ّي بھذا ايمانا‪..‬‬
                ‫أما فريق معاوية‪ ،‬فقد بدأ الشك يغز قلوبھم‪ ،‬وتھيأ بعضھم للتمرد‪ ،‬والانضمام الى عل ّي‪..‬‬
‫ولم يكد معاوية يسمع بما حدث‪ .‬حتى خرج يذيع في الناس أن ھذه النبوءة حق ‪ ،‬وأن الرسول صلى ﷲ‬
‫عليه وسلم تنبأ حقا بأن ع ّمارا ستقتله الفئة الباغية‪ ..‬ولكن من الذي قتل ع ّمارا‪...‬؟ ثم صاح في الناس‬

                                                                                   ‫الذين معه قائلا‪:‬‬
                                         ‫" انما قتله الذين خرجوا به من داره‪ ،‬وجاؤا به الى القتال"‪..‬‬
‫وانخدع بعض الذين في قلوبھم ھوى بھذا التأويل المتھالك‪ ،‬واستأنفت المعركة سيرھا الى ميقاتھا‬

                                                                                         ‫المعلوم‪...‬‬

                                               ‫**‬

                                                               ‫‪105‬‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110