Page 106 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 106
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
أ ّما ع ّمار ،فقد حمله الامام علي فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمون معه ..ثم دفنه في ثيابه..
أجل في ثيابه المض ّمخة بدمه الزكي الطھور ..فما في كل حرير الدنيا وديباجھا ما يصلح أن يكون كفنا
لشھيد جليل ،وق ّديس عظيم من طراز ع ّمار...
ووقف المسلمون على قبره يعجبون..
منذ ساعات كان ع ّمار يغ ّرد بينھم فوق أرض المعركة ..تملؤ نفسه غبطة الغريب المضنى يزف الى
وطنه ،وھو يصيح:
" اليوم ألقى الأحبة ،محمدا وصحبة"!!..
أكان معھم اليوم على موعد يعرفه ،وميقات ينتظره...؟؟!!
وأقبل بعض الأصحاب على بعضھم يتساءلون...
قال أحدھم لصاحبه :أتذكر أصيل ذلك اليوم بالمدينةونحن جالسون مع رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم..
وفجأة تھلل وجھه وقال:
" اشتاقت الجنة لع ّمار"..؟؟
قال له صاحبه نعم ،ولقد ذكر يومھا آخرين منھم علي وسلمان وبلال..
اذن فالجنة كانت مشتاقة لع ّمار..
واذن ،فقد طال شوقھا اليه ،وھو يستمھلھا حتى يؤدي كل تبعاته ،وينجز آخر واجباته..
ولقد أ ّداھا في ذ ّمة ،وأنجزھا في غبطة..
أفما آن له أن يلبي نداء الشوق الذي يھتف به من رحاب الجنان..؟؟
بلى آن له أن يبلي النداء ..فما جزاء الاحسان الا الاحسان ..وھكذا ألقى رمحه ومضى..
وحين كان تراب قبره يس ّوى بيد أصحابه فوق جثمانه ،كانت روحه تعانق مصيرھا السعيد ھناك ..في
جنات الخلق ،التي طال شوقھا لع ّمار!...
عبادة بن الصامت
نقيب في حزب ﷲ
انه واحد من الأنصار الذين قال فيھم رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم:
" لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا ،لسلكت وادي الأنصار وشعبھم ،ولولا الھجرة لكنت من أمراء
الأنصار"..طوعبادة بن الصامت بعد كونه من الأنصار ،فھو واحد من زعمائھم الذين اتخذھم نقباء على
أھليھم وعشائرھم...
وحينما جاء وفد الأنصار الأول الى مكة ليبايع الرسول عليه السلام ،تلك البيعة المشھورة بـ بيعة العقبة
الأولى ،كان عبادة بن الصامت رضي ﷲ عنه أحد الاثني عشر مؤمنا ،الذين سارعوا الى الاسلام،
وبسطوا أيمانھم الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم مبايعين ،وش ّدوا على يمينه مؤازرين ومسلمين...
106